لقدْ كانَ لأحكامِ البيوعِ في حديثِ النّبيِّ صلّى اللهُ عليه وسلّمَ كثيرٌ منَ الشّواهدِ، وقدْ علّمَ النّبيُّ صلّى اللهُ عليه وسلّمَ صحابته الكرام أحكامَ البيوع لكي لا يقعوا في شبهات الحرام وأكلِ حقوقِ النّاسِ، ومنْ أحكامِ البيوع الّتي بيّنها عليه الصّلاة والسّلامُ حرمةُ بيع الثّمر قبلَ النّضجِ، وسنعرضُ حديثاً في ذلكَ.
الحديث
أوردَ الإمام مسلمُ بنُ الحجّاج يرحمهُ الله في الصّحيحِ: ((وحدّثني عليُّ بنُ حجرٍ السّعديُّ، وزهيرُ بنُ حربٍ، قالا: حدّثنا إسماعيلُ، عنْ أيّوبَ، عنْ نافعٍ، عنِ ابنِ عمرَ، أنّ رسولَ الله صلّى اللهُ عليه وسلّمَ نهى عنْ بيعِ النّخلِ حتّى يزهو، وعنِ السنْبلِ حتّى يبيضَّ، ويأمنَ العاهةَ؛ نهى البائعُ والمشتري)). رقم الحديث: 50/1535.
ترجمة رجال الحديث
الحديثُ النّبويُّ المذكورُ يوردهُ الإمامُ مسلمُ بنُ الحجّاج النّيسابوريُّ في الصّحيحِ في كتابِ البيوعِ، بابُ: (النّهيُ عنْ بيع الثّمارِ قبلَ بدوِّ صلاحها)، والحديثُ جاءَ منْ طريقِ الصّحابيِّ الجليلِ ابنِ عمرَ رضي اللهُ عنهما، وهوَ عبدُ اللهِ بنُ عمرَ بنِ الخطّابِ القرشيُّ، منَ المكثرينَ في رواية الحديثِ منَ الصّحابةِ، أما بقيّةُ سندِ الحديث منَ الرّجالِ:
- عليُّ بنُ حجرٍ: وهوَ أبو الحسنِ، عليُّ بنُ حجرِ بنِ إياسٍ السّعديُّ (154ـ244هـ)، منْ ثقات رواية الحديثِ منْ تبعِ أتباع التّابعين.
- زهيرُ بنُ حربٍ: وهوَ أبو خيثمةَ، زهيرُ بنُ حربِ بنِ شدّادَ الحرشيّ (160ـ232هـ)، وهوَ منْ تبعِ الأتباع الثّقات في الحديث.
- إسماعيلُ: وهوَ أبو بشرٍ، إسماعيلُ بنُ إبراهيمَ الأسديّ (110ـ193هـ)، وهوَ من ثقات الحديثِ منْ أتباع التّابعينَ.
- أيّوبُ: وهوَ أبو بكرٍ، أيّوبُ بنُ أبي تميمة كيسانَ السّختيانيُّ (68ـ131هـ)، وهوَ منْ ثقات محدّثي أتباع التّابعين في الحديث.
- نافعٌ: وهوَ أبو عبدِ الله، نافعٌ مولى عبدِ الله بنِ عمرَ بنِ الخطّابِ (ت: 116هـ)، وهوَ من ثقات التّابعينَ في رواية الحديث.
دلالة الحديث
يشيرُ الحديثُ إلى حكمْ منْ أحكامِ البيوعِ، وهوَ تحريمُ بيع الثّمر قبلَ أنْ ينضجَ ويبدو صلاحه، وقدْ بيّنَ الحديثُ النّبويُّ المذكورُ نهيَ النّبيِّ صلّى اللهُ عليه وسلّمَ عنْ ذلكَ، وحكمةُ النّهيِّ عنْ ذلكَ هوَ الغررُ في أحدِ الطرفينِ أوكلاهما في بيعه، وقدْ لا يكونُ صالحاً للبيعِ والشّراءِ بعدَ نضجه، وقدْ نهى عليه الصّلاةُ والسّلامُ عنِ النّخلِ حتّى يزهو أي تظهرَ ثمرتهُ، والسّنبلِ حتّى يبيضّ أي يشتدَّ حبّه ويأمنَ الخرابَ والتّلفَ، والله تعالى أعلمُ.
ما يرشد إليه الحديث:
منَ الفوائدِ منَ الحديث:
- حرصُ الإسلامِ على بيانِ أحكامِ البيوع.
- النّهيُ عنْ بيع الثّمر حتّى ينضجَ.