حديث في تحريم إيذاء الجار

اقرأ في هذا المقال


لقدْ كانَ لرسولِ الله صلّى اللهُ عليه وسلّمَ منَ الأخلاقِ الّتي علّمها للصّحابةِ ليكونوا سادةَ الدّنيا بها، وليعلّموها نقلاً لمنْ بعدهمْ، وقدْ كانَ لرسولِ الله عليه الصّلاةُ والسّلامُ من الآدابِ الّتي تنظّمُ حياةَ المسلمِ مع غيرهِ في المجتمعِ، ومنها إحترامُ الغيرِ وحبِّ الخيرِ لهِ، وإحترام الجارِ وعدمِ ايذاءه، وسنعرضُ حديثاً في تحريمِ إيذاء الجار.

الحديث

أوردَ الإمامُ مسلمُ بنُ الحجّاجِ النّيسابوريُّ في الصّحيحِ: ((حدّثنا يحيى بنُ أيوبَ، وقتيبةُ بنُ سعيدٍ، وعليُّ بنُ حُجْرٍ، جميعاً، عنْ إسماعيلَ بنِ جعفرٍ، قالَ ابنُ أيّوبَ: حدّثنا إسماعيلُ، قال: أخبرني العلاءُ، عنْ أبيهِ، عنْ أبي هريرةَ أنَّ رسولَ اللهِ صلّى اللهُ عليه وسلّمَ قال: “لا يدخلُ الجنّةَ منْ لا يأمنُ جارهُ بوائقهُ”)). رقمُ الحديث:73.

ترجمة رجال الحديث

الحديثُ المذكورًُ أوردهُ الإمامُ مسلمُ بنُ الحجّاجِ النّيسابوريُّ في الصّحيحِ في كتابِ الإيمانِ، بابُ: (تحريمِ إيذاءِ الجارِ)، والحديثُ جاءَ منْ طريقِ الصّحابيِّ الجليلِ أبي هريرةَ رضيَ اللهُ عنهُ، وهوَ عبدُ الرّحمنِ بنُ صخرٍ الدّوسيُّ، منَ أكثرِ الصّحابةِ روايةً للحديثِ، أمّا رجالُ سندِ الحديثِ الأخرونَ:

  • يحيى بنُ أيّوبَ: وهوَ أبو زكريا، يحيى بنُ أيّوبَ البغداديُّ العابدُ (157ـ234هـ)، وهوَ من ثقاتِ رواية الحديثِ منْ تبعِ أتباعِ التّابعينَ.
  • عليُّ بنُ حُجْرٍ: وهوَ أبو الحسنِ، عليُّ بنُ حجرِ بنِ إياسٍ البغداديّ (154ـ244هـ)، وهوَ أيضاً منْ ثقاتِ الحديثِ منْ تبعِ أتباعِ التّابعينَ.
  • إسماعيلُ بنُ جعفرٍ: وهو أبو إسحاقَ، إسماعيلُ بنُ جعفرٍ الأنصاريُّ (ت: 180هـ)، وهوَ محدّثٌ ثقةٌ منْ أتباعِ التّابعينَ.
  • أبو العلاءِ: وهوَ عبدُ الرّحمنِ بنُ يعقوبَ الجهنيّ، وهوَ منَ التّابعينَ الثٌاتِ في الرّوايةِ.

دلالة الحديث

يشيرُ الحديثُ النّبويُّ المذكورُ إلى حرمةِ إيذاءِ الجارِ، وقدْ بيّنَ النّبيُّ صلّى اللهُ عليه وسلّمَ أنَّ الجارَ لهُ منزلةُ تحرّمُ على جارهِ عدمِ الإحسانِ إليه وإيذائهِ، وأنّهُ ليسَ منْ صفات المسلمِ أنْ لا يأمنَ جارهُ بوائقهُ أي شروره، وبيّنَ عقوبةُ ايذائه بعدمِ دخولهِ الجنّةَ، وقدْ ذكرَ أهلُ العلمِ في عدمِ دخولِ الجنّةِ أقوالاً منها:

  • تحريمُ الجنّةَ أبداً: ويكونُ ذلكَ لمنْ يقصدُ إيذائه معْ علمه بالتّحريمِ والتّعمّدِ في ذلكَ.
  • تحريمُ دخولهِ معَ السّابقينَ إلى الجنّةِ: وهو منْ لمْ يتعمّدْ ذلكَ فلا يدخلِ الجنّةَ معْ منْ فتحَ الله لهمْ أبوابَ الجنّةَ ليدخلوها فائزينَ قبلَ غيرهمْ.

وفي تحريمِ إيذاءِ الجارِ أدبٌ منْ آدابِ الإسلامِ الّتي أكّدَ عليها، وبيّنها رسولُ اللهِ صلّى اللهُ عليه وسلّمَ، لما في مثلِ هذه الآدابِ منْ تنظيمٍ للمجتمعِ الإسلاميِّ والمحافظةِ عليه منَ التفكّكِ.

ما يرشد إليه الحديث:

منَ الفوائدِ منَ الحديث:

  • حرصُ الإسلام على حسن معاملة الجار.
  • تحريمُ إيذاء الجارِ.

شارك المقالة: