حديث في تحريم التباغض والتناجش والظلم بين المسلمين

اقرأ في هذا المقال


لقدْ حرصّ الإسلامُ على بنية المجتمع الإسلاميِّ، ودعا إلى كلِّ شيءٍ يقوي أواصر المحبّة والألفةِ بينهم، وجعلَ المسلمَ أخو المسلمِ وحرّمَ أنْ يتبادلَ المسلمينَ مشاعرَ البغضِ والكراهية وما منْ شأنه أنْ يفكّك الأخوة الإيمانيّة بينهم، فحرّم التّباغضَ والتشاحن والظلم، وسنعرضُ حديثاً في ذلك.

الحديث

أوردَ الإمامُ مسلمٌ يرحمهُ الله في الصّحيحِ: ((حدّثنا عبدُ الله بنُ مسلمةَ بنِ قعنبَ، حدّثنا داؤدَ ـ يعني ابنَ قيسٍ ـ عنْ أبي سعيدٍ مولى عامرُ بنُ كريزٍ، ىعنْ أبي هريرةَ، قال: قالَ رسولُ الله صلّى اللهُ عليه وسلّمَ: “لا تحاسدوا، ولا تناجشوا، ولا تباغضوا، ولا تدابروا، ولا يبعْ بعضكمْ على بيع بعضٍ، وكونوا عبادَ الله إخواناً، المسلمُ أخو المسلمُ لا يظلمهُ، ولا يخذلهُ، ولا يحقرهُ، التّقوى هاهنا ـ ويشيرُ إلى صدره ثلاث مرّاتٍ ـ بحسبِ امرئٍ منَ الشّرِّ أنْ يحقرَ أخاهُ المسلم، كلُّ المسلمُ على المسلمِ حرامٌ؛ دمهُ، ومالهُ، وعرضه”)). رقمُ الحديث: 32/2564.

ترجمة رجال الحديث

الحديثُ المذكورُ يوردهُ الإمامُ مسلمُ بنُ الحجّاجِ النّيسابوريُّ في الصّحيحِ في كتاب البرّ والصّلة والآدابِ، بابُ: (تحريمُ ظلمِ المسلمِ)، والحديثُ جاءَ منْ طريقِ الصّحابيِّ الجليلِ أبي هريرةَ رضي الله عنهُ، وهو عبدُ الرّحمنِ بنُ صخرٍ الدّوسيُّ، منْ أكثرِ الصّحابة روايةً للحديث، أمّا بقيّةُ رجالِ سندِ الحديث:

  • داؤد: وهو أبو سليمانَ الفرّاءُ، داؤدَ بنُ قيسٍ الدّباغُ القرشيُّ، منْ ثقات الرّواية منْ أتباع التّابعين.
  • أبو سعيدٍ: وهوَ مولى عبدُ الله بنُ عامرِ بنِ كريزٍ الخزاعيُّ، منْ ثقات الحديثِ منَ التّابعينَ.

دلالة الحديث

يشيرُ الحديثُ إلى أمورٍ حرّمها الإسلامُ بينَ المسلمينَ لما فيها منْ نشر البغضِ بينهم، وقدْ نهى النّبيُّ عليه الصّلاة والسّلامُ عنِ:

  • التحاسد: وهو تمني زوالُ نعمة الغيرِ.
  • التناجشُ: وهوَ أنْ يمدحَ المسلمُ سلعتهُ ليرّوّج بيعها ويزيدَ في ثمنها.
  • التّباغضُ: وهو نشر البغضاء وعدم الصّفحِ بين المسلمينَ.
  • التّدابرُ: وهوَ الإعراضُ عن الآخرينِ وهجرهم.
  • عدم البيع على بيع الآخرينَ: وهوَ أنْيزيدَ الرّجلُ في ثمن السّلعة ليأخذها منْ آخر اتفق على شرائها.

ثمّ بيّن النّبيُّ صلّى الله عليه وسلّمَ أنّ أخوّة الإسلامِ تحرّمُ على المسلم أنْ يظلمَ أخاه أوْ أنْ يحقرهُ، وأنّ دمَ المسلمِ وعرضهُ وماله حرامُ على المسلمِ فلا يحلُّ له الاعتداءُ عليها.

ما يرشد إليه الحديث:

منَ الفوائد منَ الحديث:

  • حرصُ الإسلام على تعميق أخوة الإسلام بين المسلمين.
  • تحريمُ كلّ ما منْ شأنه نشر البغض والكراهية بين المسلمينَ.

شارك المقالة: