حديث في تحريم التشبه بالجنس الآخر

اقرأ في هذا المقال


لقدْ خلقَ اللهُ تعالى الإنسانَ وجعلَ لهُ منْ جنسهِ منَ الصّفاتِ ما تميّزهُ عنِ الجنسِ الآخرِ، كما جعلَ الرّجالَ قوّامونَ بما آتاهمُ اللهُ منْ صفاتِ القوّةِ والرّجولَةِ ما امتازوا به عنِ النّساءِ، وحرّمَ على الرّجلِ أنْ يتشبّهَ بالنّساءِ بأيٍّمنْ صفاتهنّ، وقدْ جاءَ في الحديثِ لعنةُ الرّجالِ المتشبّهينَ بالنّساءِ والنّساءِ المتشبّهاتِ بالرّجال، وسنعرضُ حديثاً في ذلكَ.

الحديث:

أوردَ الإمامُ البخاريُّ يرحمهُ اللهُ في الصّحيحِ: ((حدّثنا محمّدُ بنُ بشّارٍ، حدّثنا غُنْدَرٌ، حدّثنا شعبةُ، عنْ قتادةَ، عنْ عكرمةَ، عنِ ابنِ عبّاسٍ رضيَ اللهُ عنهما قال: لعنَ رسولُ اللهِ صلّى اللهُ عليه وسلّمَ المتشبّهينَ منَ الرّجالِ بالنّساءِ، والمتشبّهاتِ منَ النّساءِ بالرّجال)).رقمُ الحديث:5885.

ترجمة رجال الحديث:

الحديثُ المذكورُ يوردهُ الإمامُ محمّدُ بنُ إسماعيلَ البخاريُّ في الصّحيح في كتابِ اللّباسِ، باب: (المتشبّهونَ بالنّساءِ والمتشبّهاتِ بالرّجالِ)، والحديث جاءَ منْ طريقِ الصّحابيِّ الجليلِ عبدِ اللهِ بنِ عبّاسٍ رضيَ اللهُ عنهما، وهوَ حبرُ الأمّةِ ومنَ المكثرينَ في روايةِ الحديثِ منَ الصّحابةِ، أمّا ترجمةُ رجالِ سندِ الحديث:

  • محمّدُ بنُ بشّارٍ: وهوَ بندارٌ، أبو بكرٍ، محمّدُ بنُ بشّارٍ العبديُّ (167ـ252هـ)، وهوَ منَ المحدّثين الثّقاتِ المعروفينَ منْ تبعِ أتباع التّابعينَ.
  • عكرمةُ: وهوَ أبو عبدِ اللهِ، عكرمةُ القرشيُّ، مولى عبدِ اللهِ بنِ عبّاسٍ رضيَ اللهُ عنهما، وهوَ منَ التّابعينَ الثّقاتِ في رواية الحديثِ.

دلالة الحديث:

يشيرُ الحديثُ إلى حكمْ منْ أحكامِ الإسلامِ، وهوَ حرمةُ تشبّهِ الرّجالِ بالنّساءِ وتشبّهِ النّساءِ بالرّجالِ، ويكونُ ذلكَ في تقليدِ الأخرِ باللّباسِ والزّينةِ والكلامِ وغيرِ ذلكَ، وقدْ جاءَ التّحريمُ منَ اللّعنِ الواردِ في الحديثِ، والمعروفُ أنّ اللّعنَ لا يكونُ إلّا على كبيرةٍ وجرمٍ حرّمهُ الإسلامُ بالقرآنِ أوْ عنْ طريقِ النّبيِّ صلّى اللهُ عليه وسلّمَ، واللّعنةُ تعني الطّردُ منْ رحمةِ اللهِ والعياذُ باللهِ، ويكونُ التّحريمُ واللّعنةُ لكلِّ منْ قصدَ التشبّهَ بالجنسِ الأخرِ منْ تغييرِ لخصائص جنسهِ الّذي خلقهُ اللهُ تعالى عليها.

ما يرشد إليه الحديث:

منَ الفوائدِ المستفادة منَ الحديث:

  • التّشبهُ بالجنسِ الآخرِ منَ المعاصي الّتي استحقّت لعنةَ اللهِ تعالى.
  • المسلمُ حريصُ على اثباتِ خصائصه الّتي فطرهُ الله تعالى عليها ولا يتشبّهُ بالجنسِ الآخر كي لا يقعَ في اللعنة.

شارك المقالة: