حديث في ثلاثة لهمْ أجران

اقرأ في هذا المقال


إنَّ اللهَ تعالى خلقَ الإنْسانَ واستعمرهُ في الأرضِ كيْ يعمُرَها في ما يرضيهِ عزَّ وجلَّ، وجعلَ للأعمال الصَّالحةِ أجوراً كبيرةً وضاعفَ الحسناتِ للإنْسان، وقدْ بيَّنَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ أجورَ أناسٍ عملوا صالحاً فضاعفَ لهمُ الأجورَ، وسنعرضُ حديثاً في ثلاثةٍ بيَّنَ الحديثُ أنَّ لهمْ أجرانِ.

الحديث:

يروي الإمامُ البخاريُّ في الصَّحيحِ: (( أخبرنا مُحمَّدُ ـ هو ابنُ سلامٍ ـ حدَّثنا المُحاربيُّ، قالَ: حدَّثنا صالحُ بنُ حيَّانَ، قالَ: قالَ عامرٌ الشَّعبيُّ: حدَّثني أبو بردةَ، عنْ أبيهِ، قالَ: قالَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: (ثلاثةٌ لهمْ أجْرانِ: رجلٌ منْ أهلِ الكتابِ آمنَ بنبيِّهِ وآمنَ بمحمَّدٍ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ، والعبدُ المملوكُ، إذا أدَّى حقَّ اللهِ وحقَّ مواليهِ، ورجلٌ كانتْ عندهُ أمّةٌ فأدَّبها فأحسنَ تأديبها، وعلَّمها فأحسنَ تعليمها، ثمَّ أعْتقها فتزوَّجها، فلهُ أجرانِ). رقمُ الحديثِ: 97)).

ترجمة رجال الحديث:

الحديثُ يرْويهِ الإمامُ محمَّدُ بنُ إسماعيلَ البخاريُّ في صحيحهِ في كِتابِ العلمِ، بابُ تعليمِ الرَّجلِ أمتهُ وأهله، والحديثُ منْ طريقِ الصَّحابيِّ أبي موسى الأشعريِّ، عبدِ اللهِ بنِ قيسٍ الأشعريِّ التَّميميِّ، وهوَ منَ المكثرينَ للحديثِ عنْ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ، أمَّ بقيَّةُ رجال الحديثِ فهم:

  • محمَّدٌ: وهوَ محمَّدُ بنُ سلامٍ السَّلميُّ (162ـ225هـ)، وهوَ منْ تبعِ أتْباعِ التَّابعينَ في الرِّوايةِ.
  • المُحاربيُّ: وهوَ عبدُ الرَّحمنِ بنُ محمَّدٍ الحافظُ المُحاربيُّ (ت:195هـ)، وهوَ منْ أتباعِ التَّابعينَ.
  • صالحُ بنُ حيَّانَ: وهوَ صالحُ بنُ حيَّانَ الثَّوريُّ (ت:153هـ)، وهوَ منْ أتباعِ التَّابعينَ أيضاً.
  • عامر الشَّعبيُّ: وهوَ عامرُ بنُ شراحيلَ بنِ عبدٍ الشَّعبيُّ (20ـ103هـ)، وهوَ منَ التَّابعينَ.
  • أبو بردةَ: وهوَ أبو بردةَ بنِ أبي موسى الأشعريُّ (ت:103هـ)، وهوَ منْ رواةِ التَّابعينَ، وأبوهُ هو راوي الحديث.

دلالة الحديث:

يشيرُ الحديثُ إلى مضاعفةِ أجرِ أناسٍ عملوا أعمالاً خالصةً لوجهِ اللهِ، وهم:

  • رجلٌ كتابيُّ ممَّنُ أنزلَ عليهِ التوراةُ والإنجيلُ منَ الكتبِ السّماويَّةِ أمنَ بما أنزلَ عليهِ وآمنَ بعدها برسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ، فكانَ مؤمنا بنبيِّهِ ولمْ يكفرْ بما أُنزلَ بعدهُ منَ الأنْبياءِ.
  • العبدُ المملوكُ القائمُ بواجباتهِ حقَّ القيامِ دونَ تقصيرٍ أو إهمالٍ مبتغٍ ذلكَ رضا اللهِ ثمَّ رضا سيِّدهِ ومالكه.
  • رجل كانتْ عندَهُ أمّةٌ أي جارية علَّمها وأحسنَ إليها فلمَّا كبرتْ أعتقها وتزوَّجها.

ما يرشد إليه الحديث:

يشيرُ الحديثُ إلى عدَّةِ دروسٍ وفوائدَ منها:

  • جزاءُ الأعمالِ الصَّالحةِ بالأجرِ الوافرِ منَ اللهِ.
  • حسنُ تعليمِ الأمةِ وتأديبها.
  • وجوبُ أداءِ العملِ بما يرضي اللهَ تعالى لكلِّ مملوكٍ أو موظفٍ.
  • وجوبُ الإيمانُ بكلِّ الأنْبياءِ عليهمُ الصَّلاةُ والسَّلامُ.

شارك المقالة: