حديث في جزاء المؤمن والكافر بما عمل من الخير

اقرأ في هذا المقال


لقدْ خلقَ الله تعالى الإنسانَ واستخلفهُ في الأرضِ ليعمرها بما يرضي وجهه عزّ وجلَّ، وأوجبَ عليه توحيدهُ وعبادتهُ وعدمَ الإشراكِ به، فإنّ عملَ خيراً في الدّنيا كانَ جزاؤهُ في الدّنيا والآخرة بحسب إيمانه وكفره، فيقبلُ منْ أهل الإيمانِ في الدّنيا والآخرة، ومنْ أهل الكفرِ في الدّنيا فقط، وسنعرضُ حديثاً في ذلكَ.

الحديث

أوردَ الإمامُ مسلمٌ يرحمهُ الله في الصّحيحِ: ((حدّثنا أبو بكرِ بنُ أبي شيبةَ، وزهيرُ بنُ حربٍ ـ واللّفظُ لزهيرٍ ـ قالا: حدّثنا يزيدُ بنُ هارونَ، أخبرنا همّامُ بنُ يحيى، عنْ قتادةَ، عنْ أنسِ بنِ مالكٍ، قال: قالَ رسولُ الله صلّى اللهُ عليه وسلّمَ: “إنّ الله لا يظلمُ مؤمناً حسنةً، يعطى بها في الدّنيا، ويجزى بها في الآخرةِ، وأمّا الكافرُ فيُطْعمُ بحسناتِ ما عملَ بها لله في الدّنيا، حتّى إذا قضى إلى الآخرةِ لمْ تكنْ لهُ حسنةٌ يُجْزى بها”)).رقمُ الحديث: 56/2808.

ترجمة رجال الحديث

الحديثُ المذكورُ يوردهُ الإمامُ مسلمُ بنُ الحجّاجِ النّيسابوريُّ في الصّحيحِ في كتابِ صفة القيامة والجنّة والنّار، بابُ: (جزاءُ المؤمنُ بحسناته في الدّنيا والآخرة، والحديثُ جاءَ منْ طريقِ الصّحابيِّ الجليلِ أنسِ بنِ مالكٍ الأنصاريِّ رضيَ اللهُ عنهُ، وهوَ خادمُ النّبيِّ عليه الصّلاةُ والسّلام ومنَ المكثرينَ في رواية الحديثِ منَ الصّحابةِ، أمّا رجالُ السّندِ البقيّة:

  • زهيرُ بنُ حربٍ: وهوَ أبو خيثمةَ، زهيرُ بنُ حربٍ الحرشيُّ، وهوَ منَ الثّقات منْ تبعِ الأتباع.
  • يزيدُ بنُ هارونَ: وهوَ أبو خالدٍ، يزيدُ بنُ هارونَ بنِ زاذيَ السّلميُّ (117ـ206هـ)، وهوَ منْ ثقاتِ أتباع التّابعينَ في رواية الحديث.

دلالة الحديث

يشيرُ الحديثُ إلى حسناتِ المؤمنِ والكافرِ وكيفَ يجازى بها في الدّنيا والآخرة، وقدْ بيّنَ النّبيُّ صلّى اللهُ عليه وسلّمَ أنّ المؤمنَ لا يضيعُ عليه الله تعالى حسنةً عملها، فيجازيهِ بها في الدّنيا والآخرةِ، أمّا الكافرُ فيجازى بها في الدّنيا، ولا يجازى بها في الآخرةِ، فتمسحُ في الآخرةِ لفقدهِ شرطَ الإيمانِ الّذي يدخلُ به الجنّةَ، وفي هذا الحديثُ بيانٌ لشرطِ قبولِ الأعمالِ في الآخرةِ وهوَ الإيمانُ وإخلاصُ العملِ لله تعالى فيه.

ما يرشد إليه الحديث

منَ الفوائدِ منَ الحديث:

  • يجازى المؤمنُ بالخيرِ في الدّنيا والآخرة.
  • يجازى الكافرُ بالخير في الدّنيا ولا يجازى بالآخرة لفقده شرطَ الإيمان.

شارك المقالة: