لقدْ جاءت الشَّريعةُ الإسلاميَّةُ داعمةً للجانبِ الأخلاقيِّ، وجعلَت تمامَ الأخلاقِ منْ تمامِ الإيمانِ، وكانَ منَ الأخلاقِ الّتي دعا إليها الإسلامُ أخوَّةِ الإيمانِ الّتي جعلتْ منَ المجتمعِ الإسلاميِّ مجتمعاً متماسكاً، متحابَّاً خالياً منَ الحسدِ والبغضاءِ، وسنعرضُ حديثاً في الإيثارِ وحبِّ الخيرِ للغيرِ.
الحديث:
يروي الإمامُ البخاريُّ يرْحمهُ اللهُ في الصَّحيحِ في كِتابِ الإيمانِ: ((حدَّثَنا مُسدَّدٌ، قالَ: حدَّثَنا يحيى، عنْ شعبةَ، عنْ قتادةَ، عنْ أنسٍ رضيَ اللهُ عنهُ، عنِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ، وعنْ حسينِ المعلِّمِ، قالَ: حدَّثَنا قتادةَ، عنِ أنسٍ عنِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ قال: (لا يؤمنُ أحدُكمْ حتَّى يُحبَّ لأخيهِ ما يحبُّ لنفسهِ). رقمُ الحديثِ:13)).
ترجمة رجال الحديث:
الحديثُ يرْويهِ الإمامُ محمَّدُ بنُ إسماعيلَ البخاريُّ في الصَّحيحِ في كتابِ الإيمانِ، بابُ: منَ الإيمانِ أنْ يُحبَّ لأخيهِ ما يُحبُّ لنفسهِ، والحديثُ منْ طريقِ الصَّحابيِّ الجليلِ أنسِ بنِ مالكٍ رضيَ اللهُ عنهُ، خادمُ النَّبيِّ ومنْ أكثرِ الصَّحابةِ روايةً للحديثِ عنِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ، أمَّا بقيَّةُ رجالِ الحديثِ فهم:
- مسدّدٌ: وهو أبو الحسنِ، مسدَّدُ بنُ مسرهدٍ الأسْديُّ (228هـ)، وهوَ منْ تبعِ أتْباعِ التَّابعينَ.
- يحيى: وهوَ أبو سعيدٍ،يحيى بنُ سعيدٍ القطَّانُ (120ـ198هـ)، وهوَ منْ أتْباعِ التَّابعينَ في الحديث.
- شعبةٌ: وهوَ أبو بسطامٍ، شعبةُ بنُ الحجَّاجِ العتكيُّ (82ـ160هـ)، وهوَ منَ أتْباعِ التَّابعينَ في الحديث.
- قتادةُ: وهوَ أبو الخطَّابِ، قتادةُ بنُ دِعامةَالسَّدوسيُّ (60ـ117هـ)، وهوَ منَ التَّابعينَ في الرِّوايةِ.
- حسينِ المعلِّمُ: وهوَ الحسينُ بنُ ذكوانَ المعلِّمِ (145هـ)، وهوَ منْ أتباعِ التَّابعينَ في روايةِ الحديثِ.
دلالة الحديث:
يشيرُ الحديثُ إلى صفةٍ منْ صفاتِ المؤمنينَ وهيَ الإيثارُ، وحبِّ الخيرِ للغيرِ منَ المؤمنينَ كما يحبُّ المؤمنَ هذا الخيرِ لنفسهِ، وفي هذا منْ أساليبِ الإسلامِ لبناءِ مجتمعٍ إسلاميٍّ متحابٍّ، خالٍ منَ الكراهيةِ والبغضاءِ، ودعوةُ إلى الأخوةِ الإسلاميَّةِ الّتي دعتْ إلى الأخوةِ الإسلاميَّةِ والدَّعوةِ إلى أنْ يكونَ أفرادها كالبنيانِ المرصوصِ يشدُّ بعضهمْ بعضاً ويتقاسمونَ الخيرَ معْ بعضهم.
ما يرشد إليه الحديث:
يشيرُ الحديثُ إلى عدَّةِ فوائدَ وعبرٍ منْها:
- المسلمونَ أخوةُ يتقاسمونَ الخيرَ ويحبُّونَ الخيرَ لبعضهم.
- المؤمنُ يحبُّ لاخيهِ المؤمنُ ما يحبُّ لنفسهِ، ويكرهُ أنْ يصيبهُ ما يصيبهُ منَ الشَّرِّ.
- الإيثارُ يولِّدُ في قلوبِ المؤمنينَ الحبَّ والإخاءَ، ويزيلُ منْ قلوبهم البغضاءَ والكراهية.