لقدْ دعا الإسلامُ إلى أخوّةِ الإسلامِ، وبيّنَ النّبيُّ صلّى اللهُ عليه وسلّمَ أنّ المجتمعَ الإسلاميَّ مجتمعٌ متحابٌّ متآخٍ، كما نهى الإسلامُ عنْ كلِّ ما ينشرٌ البغضاءَ والفرقةَ في المجتمعِ الإسلاميِّ وكلِّ أساليب العدوانِ والجريمةِ، ومن ذلكَ تحريمهُ حملَ السّلاحِ للمسلمينَ على بعضهم البعض، وسنعرضُ حديثاً في ذلكَ.
الحديث
أوردَ الإمامُ مسلمُ بنُ الحجّاجِ يرحمهُ الله في الصّحيحِ: ((حدّثنا أبو بكرِ بنُ أبي شيبةَ، وابنُ نميرٍ، قالا: حدّثنا مصعبٌ ـ وهوَ ابنُ المقدامِ ـ حدّثنا عكرمةُ بنُ عمّارٍ، عنْ إياسِ بنِ سلمةَ، عنْ أبيهِ، عنِ النّبيِّ صلّى اللهُ عليه وسلّمَ قال: “منْ سلَّ علينا السّيفَ فليسَ منّا”)). رقمُ الحديثِ: 99.
ترجمة رجال الحديث
الحديثُ يوردهُ الإمامُ مسلمُ بنُ الحجّاجِ النّيسابوريُّ في الصّحيحِ في كتابِ الإيمانِ، بابُ: (منْ حملَ علينا السّلاحَ فليسَ منّا)، والحديثُ جاءَ منْ طريقِ الصّحابيّ الجليلِ سلمةَ بنِ عمرو بنِ الأكوعِ، وهوَ منَ الصّحابةِ الرّواةِ للحديثِ النّبويِّ عنْ رسولِ اللهِ صلّى اللهُ عليه وسلّمَ، أمّا رجالُ السّندِ البقيّة:
- أبو بكرِ بنُ ابي شيبةَ: وهوَ عبدُ اللهِ بنُ محمّدِ بنِ أبي شيبةَ العبسيّ (159ـ235هـ)، وهوَ منَ المحدّثينَ الثّقاتِ منْ تبعِ أتباع التّابعينَ.
- ابنُ نميرٍ: وهوَ أبو عبدِ الرّحمنِ، محمّدُ بنُ عبدِ اللهِ بنِ نميرٍ الهمدانيُّ (ت: 234هـ)، وهوَ منْ رواةِ الحديثِ الثّقاتِ منْ تبعِ أتباع التّابعينَ.
- مصعبٌ: وهوَ أبو عبدِ اللهِ، مصعبُ بنُ المقدامِ الخثعميُّ (ت: 203هـ)، وهوَ من ثقات رواية الحديثِ منْ تبعِ الأتباع أيضاً.
- عكرمةُ بنُ عمّارٍ: وهوَ أبو عمّارٍ، عكرمة بنُ عمّارِ العجليُّ (ت: 159هـ)، وهوَ منْ أتباع التّابعينَ الثّقاتِ في رواية الحديث.
- إياسُ بنُ سلمةَ: وهوَ أبو سلمةَ، إياسُ بنُ سلمةَ بنِ الأكوعِ الأسلميّ (42ـ119هـ)، وهوَ منَ التّابعينَ المحدّثينَ الثّقاتِ للحديثِ.
دلالة الحديث
يشيرُ الحديثُ إلى تحريمِ حملِ السّلاحِ على المسلم، وقدْ بيّنَ النّبيُّ صلّى اللهُ عليه وسلّمَ أنّه منْ حملَ السّلاحَ على فليسَ منَ المسلمينَ، لأنّ الأصلَ في المسلمينَ أنّهمْ متحابّونَ، وقدْ بيّنَ أهلُ العلمِ في إخراجهِ منْ دائرةِ الإسلامِ أنّ ذلكَ لمنْ فعلَ ذلك مستحلّاً ذلكَ، وقيلَ أنّهُ ليسَ منَ الملّةِ وأخلاقها وآدابها، وفي هذا الحديثِ دعوةُ إلى حرمةِ حملِ السّلاحِ في وجهِ المسلمِ حتّى لوكان مزاحاً.
ما يرشد إليه الحديث
منَ الفوائدِ منَ الحديث:
- الدّعوةُ إلى أخوّةِ الإسلامِ وتحريمُ ما ينشرُ البغضاء.
- النهي عنْ حمل السّلاح على المسلمينَ.