حديث في حظ ابن آدم من الزنى

اقرأ في هذا المقال


لقدْ خلقَ الله تعالى الإنسانَ ودعاه إلى عبادته وتركِ عبادةِ غيره، وبيّنَ له منَ العباداتِ ما أوجبها عليه، ومنَ المعاصي ما حرّمها عليه ومنها الكبائر، ومنَ الكبائر الّتي حرّمها الله على ابن آدم ؛ الزّنا، وقدْ وردَ في الحديثِ أنّهُ كتبِ على ابنِ آدمَ حظّهُ منه بدرجاتٍ، فتعالوا نستعرضُ حديثاً في ذلكَ.

الحديث

أوردَ الإمامُ مسلمُ بنُ الحجّاج النّيسابوريُّ في الصّحيحِ: ((حدّثنا إسحاقُ بنُ إبراهيمَ، وعبدُ بنُ حميدٍ ـ واللّفظُ لإسحاقَ ـ قالا: أخبرنا عبدُ الرّزّاقِ،، حدّثنا معمرٌ، عنِ ابنِ طاؤسَ عنْ أبيهِ، عنِ ابنِ عبّاسٍ قال: ما رأيتُ شيئاً أشبهَ باللممِ ممّا قالَ أبو هريرةَ، أنّ النّبيَّ صلّى اللهُ عليه وسلّمَ قال: “إنّ الله كتبَ على ابنِ آدمَ حظّهُ منَ الزّنى، أدركَ ذلكَ لا محالةَ؛ فزنى العينين النّظرُ، وزنى اللّسانِ النّطقُ، والنّفسُ تمنّى وتشتهي، والفرجُ يصدّقُ ذلكَ أوْ يكذّبهُ”)). رقمُ الحديث: 20/2657.

ترجمة رجال الحديث

الحديثُ المذكورُ يوردهُ الإمامُ مسلمُ بنُ الحجّاجِ النّيسابوريُّ في الصّحيحِ في كتاب القدرِ، بابُ: (قُدّرَ على ابنِ آدمَ حظّه منَ الزّنا وغيره، والحديثُ جاءَ منْ طريقِ الصّحابيِّ الجليلِ عبدُ الله بنِ عبّاسِ بنِ عبدِ المطّلبِ رضيَ الله عنهما، ويرويهِ عنِ الصّحابيِّ الجليلِ أبي هريرةَ رضي اللهُ عنهُ، وهوَ عبدُ الرّحمنِ بنُ صخرٍ الدّوسيِّ، وهما منَ المكثرينَ في رواية الحديث منَ الصّحابة، أمّا رجالُ السّندِ البقيّة:

  • إسحاقُ بنُ إبراهيمَ: وهوَ أبو يعقوبَ، إسحاقُ بنُ إبراهيمَ بنِ مِخلدَ الحنظليُّ (161ـ237هـ)، وهوَ منْ ثقات تبعِ أتباع التّابعينَ في الحديثِ.
  • عبدُ بنُ حميدٍ: وهو أبو محمّدِ الكَسيُّ/الكشيّ، عبدُ بن حميدٍ الكشيُّ (ت:249هـ)، وهوَ أيضاً منْ ثقات الرّواة منْ تبعِ الأتباع.
  • عبدُ الرّزاقِ: وهوَ أبو بكرٍ، عبدُ الرّزّاقِ بنُ همّامَ الصّنعانيُّ (126ـ211هـ)، وهوَ منْ رواة الحديثِ الثّقات منْ تبع الأتباع.
  • ابنُ طاؤسَ: وهوَ أبو محمّدٍ، عبدُ الله بنُ طاؤسَ الخولانيُّ (ت: 132هـ)، وهوَ منْ ثقات الرّواةِ منْ أتباع التّابعينَ.

دلالة الحديث

يشيرُ الحديثُ إلى ما يكتبُ على الإنسانِ منْ حظّ الزّنى، وقدْ بيّن النّبيُّ صلّى الله عليه وسلّم أنّ الله تعالى كتبَ على ابنَ آدمَ منَ الزّنى حظّه على درجاتٍ، أكبرها منَ الكبائر وهو الزَنى الحقيقي؛ الفرجُ بالفرجِ، وقدْ يكونُ حظّهُ منَ الزّنى ما يكونُ منَ اللّممِ وهي الذّنوبُ الصغيرةِ، ومنها زنى النظر للعينِ، وزنى النّطقِ بالمحرّم باللّسانِ، وزنا الشّهوة للنّفسِ، وكلهما كما بيّنها ابنُ عبّاسٍ منَ اللممِ، لكنّها تقودُ إلى كبيرة الزّنا، وعلى المسلمِ تجنّبها.

ما يرشد إليه الحديث

منَ الفوائدِ منَ الحديث:

  • عِظمُ كبيرة الزّنى في الإسلام.
  • حرمةُ كلّ ما يقودُ إلى الزّنى.

شارك المقالة: