لقدْ خلقَ الله تعالى الإنسانَ واستخلفهُ في الأرضِ وأعطاهُ منَ النّعمِ مالا تعدُّ ولا تحصى، وفرضَ عليه منَ الواجباتِ تجاهَ ربّهِ، وبعثَ إليه الرّسلَ ليعلّموهُ وبيّنوها له كي لا يكونَ لهُ حجّةُ بعدَ الرّسلِ، وسنعرضُ حديثاً في حقِّ اللهِ على الإنسانِ وحقّ الإنسانِ على الله.
الحديث
أوردَ الإمامُ مسلمُ بنُ الحجّاجِ في الصّحيحِ: ((حدّثنا محمّدُ بنُ المثنّى، وابنُ بشّارٍ، قالَ ابنُ المثنّى: حدّثنا محمّدُ بنُ جعفرٍ، حدّثنا شعبةُ، عنْ أبي حصينٍ، والأشعثِ بنِ سليمٍ،، أنّهما سَمعا الأسودَ بنَ هلالٍ يحدّثُ عنْ معاذِ بنِ جبلٍ قال: قالَ رسولُ اللهِ صلّى الله عليه وسلّمَ: “يا معاذُ، أتدْري ما حقُّ اللهِ على العبادِ؟”. قال: اللهُ ورسولهُ أعلمُ. قال: “أنْ يعبدَ اللهُ ولا يشركُ بهِ شيءٌ”. قال: “أتدْري ما حقّهمْ عليه إذا فعلوا ذلكَ؟” فقالَ: اللهُ ورسولهُ أعلمُ. قال: “أنْ لا يُعذّبهم”)). رقمُ الحديث: 50.
ترجمة رجال الحديث
الحديثُ المذكورُ أوردهُ الإمامُ مسلمُ بنُ الحجّاجِ النّيسابوريُّ في الصّحيحِ في كتابِ الإيمانِ، بابُ: (منْ ماتَ على التّوحيدِ دخلَ الجنّة)، والحديثُ جاء منْ طريقِ الصّحابيِّ الجليلِ معاذِ بنِ جبلٍ الأنْصاريِّ رضيَ اللهُ عنهُ، وهو منْ علماءِ الصّحابةِ ومحدّثيهمِ عنِ النّبيِّ عليه الصّلاةُ والسّلام، أمّا بقيّةُ رجالِ سندِ الحديث:
- محمدُّ بنُ المثنّى: وهوَ أبو موسى، محمّدُ بنُ المثنّى العنزيّ (167ـ252هـ)، وهوَ منْ ثقاتِ رواية الحديثِ منْ تبعِ أتباعِ التّابعينَ.
- ابنُ بشّارٍ: وهوَ أبو بكرٍ، بندارُ، محمّدُ بنُ بشّارٍ العبديُّ (167ـ252)، وهوَ من ثقاتِ رواية الحديثِ منْ تبعِ الأتباع أيضاً.
- محمّدُ بنُ جعفرٍ: وهوَ أبو عبدِ اللهِ، غندرُ، محمّدُ بنُ جعفرٍ الهذليّ(ت: 193هـ)، وهوَ منْ رواةِ الحديثِ الثّقاتِ منْ تبعِ أتباع التّابعينَ.
- شعبةُ: وهوَ أبو بسطامٍ، شعبةُ بنُ الحجّاجِ العتكيّ (82ـ160هـ)، وهوَ منْ كبارِ المحدّثينَ منْ أتباع التّابعينَ.
- أبو حصينٍ: وهوَ عثمانُ بنُ عاصمِ بن حصينٍ الأسديُّ (ت: 127هـ)، وهوَ منَ المحدّثينَ الثّقاتِ منْ أتباع التّابعينَ.
- الأشعثِ بنُ سليمٍ: وهوَ أبو يزيدَ، الأشعثُ بنُ سليمٍ المحاربيّ (ت: 125هـ، منْ رواةِ الحديثِ منْ أتباع التّابعينَ وهوَ ثقةُ.
- الأسودُ بنُ هلالٍ: وهوَ أبو سلامٍ، الأسودُ بنُ هلالٍ المحاربيُّ (ت:84هـ)، وهوَ ثقةٌ في رواية الحديثِ منَ التّابعينَ.
دلالة الحديث
يشيرُ الحديثُ إلى ركيزةٍ أساسيّةٍ منْ أساسياتِ العقيدةِ الإسلاميّةِ الّتي فطرَ اللهُ النّاسَ عليها، وقدْ بيّنَ الحديثُ النّبويُّ المذكورُ ما على الإنسانِ منْ حقٍّ للهِ وهوَ عبادتهُ وعدمُ الإشراكِ بهِ وهوَ رسالةُ الأنبياء جميعاً منْ لدنْ آدمَ إلى سيّدنا محمّدٍ صلّى اللهُ عليه وسلّمَ، وهي ما يدخلُ الإنسانَ الجنّةَ ، كما بيّنَ عليه الصّلاةُ والسّلامُ حقَّ المخلوقِ على اللهِ وهوَ ما يترتّبُ على عبادتهِ للهِ وعدمُ الاشراكِ بهِ وهوَ أنْ يدخلَ الجنّةَ إذا قامَ بحقِّ اللهِ تعالى وواجبهُ تجاهه عزّ وجلَّ.
ما يرشد إليه الحديث
منَ الفوائدِ منَ الحديث:
- وجوبُ حقِّ اللهِ على المخلوقِ بعبادته سبحانه وتعالى وعدمُ الإشراكِ به.
- وجوبِ دخولِ الجنّةِ لمنْ قامَ بحقِّ الله.