إنّ للسّاعة علاماتٍ صغرى وكبرى ذكرها رسولُ الله صلّى الله عليه وسلّمَ في كثيرٍ منْ شواهد الحديث، وقدْ بيّنَ النّبيُّ عليه الصّلاة والسّلام صفاتها كي يحذرَ النّاسُ منها، ومنْ علاماتها الكبرى الّتي بيّنها النّبيُّ عليه الصّلاة والسّلام؛ خروج المسيح الدّجال، وسنعرضُ حديثاً في ذلكَ.
الحديث
أوردَ الإمامُ مسلمٌ يرحمهُ الله في الصّحيحِ:” ((حدّثنا محمّدُ بنُ المثنّى، ومحمّدُ بنُ بشّارٍ، قالا: حدّثنا محمّدُ بنُ جعفرٍ، حدّثنا شعبةُ، عنْ قتادةَ، قال: سمعتُ أنسَ بنَ مالكَ قال: قالَ رسولُ الله صلّى اللهُ عليه وسلّمَ: “ما منْ نبيٍّ إلّا وقدْ أنذرَ أمّتهُ الأعورَ الكذّابَ، ألا إنّهُ أعورُ، وإنّ ربّكمْ ليسَ بأعورَ، مكتوبٌ بينَ عينيه ك ف ر”)). رقمُ الحديث: 101/2933.
ترجمة رجال الحديث
الحديثُ المذكورُ يوردهُ الإمامُ مسلمُ بنُ الحجّاجِ النّيسابوريُّ في الصّحيحِ في كتابِ الفتنِ وأشراطِ السّاعة، بابُ: (ذكرُ الدّجال)، والحديثُ جاءَ منْ طريقِ الصّحابيِّ الجليلِ أنسِ بنِ مالكٍ الأنصاريُّ رضي الله عنه، خادمُ النّبيِّ عليه الصّلاةُ والسّلامُ وهوَ منَ المكثرينَ في رواية الحديثِ منَ الصّحابة، أمّا بقيّةُ رجالِ سندِ الحديث:
- محمّدُ بنُ المثنّى: وهو أبو موسى الزّمنُ، محمّدُ بنُ المثنّى بنِ عبيدٍ العنزيُّ (167ـ252هـ)، وهوَ منْ ثقاتِ الحديثِ منْ تبعِ أتباع التّابعينَ.
- محمّدُ بنُ بشّارٍ: وهوَ أبو بكرٍ، محمّدُ بنُ بشّارٍ العبديُّ (167ـ252هـ)، وهوَ أيضاً منْ تبعِ أتباع التّابعينَ الثّقاتِ.
- محمّدُ بنُ جعفرٍ: وهوَ أبو عبدِ الله، غندرٌ، محمّدُ بنُ جعفرٍ الهذليُّ (ت: 193هـ)، وهوَ منْ كبارِ شيوخ المحدّثينَ الأتباع.
- شعبة: وهوَ أبو بسطامٍ، شعبةُ بنُ الحجّاجِ العتكيُّ (82ـ160هـ)، وهوَ منْ كبارِ محدّثي أتباع التّابعينَ الثّقات.
- قتادة: وهوَ أبو الخطّابِ، قتادةُ بنُ دِعامةَ السّدوسيُّ (60ـ117هـ)، وهوَ منَ المحدّثينَ الثّقات منَ التّابعينَ.
دلالة الحديث
يشيرُ الحديثُ إلى ذكرِ علامة من علامات السّاعة وهوَ الدّجالُ، وقدْ بيّنَ النّبيُّ صلّى الله عليه وسلّمَ أنّ الأنبياءَ قدْ أنذروا أمّمهم فتنتهُ، وما منْ نبيٍّ بعثَ إلّا وأنذرها لشدّتها وعظمتها على النّاسِ، كما بيّنَ عليه الصّلاة والسّلامُ أنّ منْ صفاته أنّهُ أعورَ، وأنّهُ يدّعي الرّبوبيّةَ فما لله أنْ يكونَ بأعورَ، وأنّه مكتوبٌ بينَ عينيه كفرَ، وهي دلالات قالَ عنها بعضُ أهلُ العلمِ أنّه لا يدركها إلّا المؤمنُ، كما بيّن عليه الصّلاةُ والسّلامُ في كثيرٍ منْ شواهدِ الحديثِ أنّه يدخلُ بفتنته كلّ البقاعِ فيفسدها ويتّبعهُ أناسٌ كثيرونَ منها إلّا مكّةَ المكرّمةَ والمدينة المنوّرة، والله تعالى أعلم.
ما يرشد إليه الحديث
منَ الفوائدِ منَ الحديث:
- إعجازُ الإخبارِ عنِ الغيبِ منْ صدق نبوّته عليه الصّلاة والسّلام.
- شدّة فتنة المسيح الدّجال.