إنّ ليوم الجمعة عندَ المسلمينَ منزلة خاصة، وهي عيدٌ عندهم، وقدْ علّم النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم أصحابه كثيرٌ منَ الآداب في يوم الجمعة، كالاغتسال والتبكير لصلاة الجمعة، وسنعرضُ حيثاً في فضل التّبكير لصلاة الجمعة.
الحديث
أوردَ الإمام التّرمذيُّ يرحمهُ الله في الصّحيحِ: ((حدّثنا إسحاقُ بنُ موسى الأنصاريُّ، قال: حدّثنا معنٌ، قال: حدّثنا مالكٌ، عنْ سميٍّ، عنْ أبي صالحْ، عنْ أبي هريرةَ أنّ رسولَ الله صلّى اللهُ عليه وسلّمَ قال: “منِ اغتسلَ يومَ الجمعةِ غسلَ الجنابةِ، ثمّ راح فكأنّما قرّب بدنةً، ومنْ راح في السّاعة الثّانيةِ فكأنّما قرّبَ بقرةً، ومنْ راح في السّاعة الثّالثةِ فكأنّما قرّبَ كبشاً أقْرنَ، ومنْ راح في السّاعة الرّابعة فكأنّما قرّبَ دجاجةً، ومنْ راح في السّاعة الخامسة فكأنّما قرّبَ بيضة، فإذا خرجَ الإمامُ حضرتِ الملائكةُ يستمعونَ الذّكرَ”)). حكمً الحديثِ صحيح ورقمه: (499).
ترجمة رجال الحديث
الحديثُ المذكورُ يوردهُ الإمامُ أبو عيسى، محمّدُ بنُ عيسى التّرمذيُّ في الجامع الصّحيحِ في أبوابِ الجُمعةِ، بابُ: (ما جاءَ في التّبكيرِ إلى الجمعة)، والحديثُ جاءَ منْ طريقِ الصّحابيِّ الجليلِ أبي هريرةَ رضيَ اللهُ عنهُ، وهوَ عبدُ الرّحمنِ بنُ صخرٍ الدّوسيُّ، وهو منْ أكثرِ الصّحابة روايةً للحديث النّبويِّ، أمّا بقيّةُ رجالِ السندِ للحديث:
- إسحاقُ بنُ موسى الأنصاريُّ: وهوَ أبو موسى، إسحاقُ بنُ موسى بنِ عبدِ الله الأنصاريّ (ت: 244هـ)، وهوَ راوٍ ثقة للحديث منْ تبعِ أتباع التّابعينَ.
- معنٌ: وهوَ أبو يحيى، معنُ بنُ عيسى بنِ يحيى بنِ دينارٍ الأشجعيُّ (ت: 198هـ)، وهوَ منْ رواة الحديث الثّقات منْ تبع الأتباع.
- مالكٌ: وهوَ أبو عبدِ الله، الإمامُ مالك بن أنسٍ الأصبحيّ الحميريّ (93،179هـ)، صاحبُ المذهب الفقهيّ المالكيِّ، وهوَ منْ ثقات المحدّثينَ منْ أتباع التّابعينَ.
- سميٌّ: وهوَ أبو عبدِ الله، سميُّ القرشيُّ الهاشميُّ (ت: 130هـ)، وهوَ راوٍ ثقة منْ أتباع التّابعينَ.
- أبو صالحٍ: وهوَ ذكوانُ أبو صالحٍ السّمانُ الزّيّات (ت: 101هـ)، وهوَ منَ التّابعين الثّقات في رواية الحديث.
دلالة الحديث
يشيرُ الحديثُ إلى أدبٍ منْ آداب يومِ الجمعة وهوَ التّبكيرُ بالذّهابِ إلى المسجدِ، وقدْ ضرب النّبيُّ صلّى الله عليه وسلّمَ مثلاً في فضل منْ بكّرَ في الذّهابِ وتفاوتِ درجاته وفضله في تقريب قربى إلى الله، فمن اغتسل وذهب له اجرُ قربة بدنةً، والبدنةُ هي منَ الإبل والبقر السّمينِ، والسّاعة الثّانية فيها فضلُ منْ قرّبَ بقرةً، والثّالثة فضلُ منْ قرّبَ كبشاً، والرّابعة دجاجة، والخامسة بيضةً، ومنْ تأخّرَ فقدْ سبقته الملائكة الّذين يسجّلونَ الأعمالَ والأجرَ إلى حضورِ كلامِ الخطيبِ للجمعة، وفي ذلكَ منَ الفضلِ العظيمِ لمنْ بكّرَ إلى الصّلاة.
ما يرشد إليه الحديث
منَ الفوائدِ منَ الحديث:
- فضلُ يوم الجمعة والسّعي فيه.
- فضلُ التّبكير لحضورِ صلاة الجمعة.