لقدْ كانَ لرسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ أُسلويهُ العمليَّ ليعلِّمَ أصحابهُ أداءَ العباداتِ والرُّخصِ، ولقدْ لازمَ الصَّحابةُ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ ليتعلَّموها، وكانوا لا يتوانونَ عنْ سؤالهِ عن كيفيَّةِ أدائها وما يتعلَّقُ بها، ومنْ هذهِ العباداتِ والرُّخصِ هيَ التَّيمُّمِ، وسنعرضُ حديثاً في كيفيَّةِ تعليمِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ التَّيمُّمَ لأصحابهِ.
الحديث:
يروي الإمامُ البخاريُّ يرْحمهُ اللهُ في الصَّحيحِ في كِتابِ التَّيمُّمِ: ((حدَّثنا محمَّدُ بنُ بشَّارٍ، قال: حدَّثنا غُنْدرٌ، حدَّثنا شعبةُ، عنِ الحكمِ، عنْ ذرٍ، عنِ ابنِ عبدِ الرَّحمنِ بنِ أبْزى، عنْ أبيهِ، قال: قالَ عمَّارٌ: فضربَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ بيدهِ الأرضَ، فمسحَ وجههُ وكفَّيهِ)). رقمُ الحديث: 343.
ترجمة رجال الحديث:
الحديثُ يرْويهِ الإمامُ محمَّدُ بنُ إسماعيلَ البخاريُّ في الصَّحيحِ في كتابِ التَّيمُّمِ، بابُ التَّيمُّمِ للوجهِ والكفَّينِ، والحديثُ منْ طريقِ الصَّحابيِّ الجليلِ عمَّارٍ، وهوَ أبو اليقظانِ عمَّارُ بنُ ياسرٍ العنْسيُّ (ت:37هـ)، وهوَ منَ المحدِّثينَ الصَّحابةِ عنْ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ، أمَّا بقيَّةُ رجالِ الحديثِ فهم:
- محمَّدُ بنُ بشَّارٍ: وهوَ أبو بكرٍ، محمَّدُ بنُ بشَّارٍ العبديُّ (167ـ252هـ)، والمُلقَّبِ ببندارٍ، وهوَ منْ تبعِ أتْباعِ التَّابعينَ في روايةِ الحديثِ.
- غُنْدَرٌ: وهوَ أبو عبدِ اللهِ، محمَّدُ بنُ جعفرٍالهذليُّ (بضعُ و 100ـ193هـ)، وهوَ منْ كبارِ المحدِّثينَ منْ تبعِ الأتباعِ.
- شعبةٌ: وهوَ أبو بُسطامٍ، شعبةُ بنُ الحجَّاجِ العتْكيُّ (82ـ160هـ)، وهوَ منَ الثِّقاتِ المحدِّثينَ منْ أتباعِ التَّابعينَ.
- الحكمُ: وهوَ أبو محمَّدٍ، الحكمُ بنُ عتبةَ الكِنْديُّ (50ـ113هـ)، وهوَ منَ المحدِّثينَ منْ التَّابعينَ.
- ذرُّ: وهوَ أبو عمرٍ، ذرُّ بنُ عبدِ اللهِ الهمدانيُّ( ت: قبلَ100هـ)، وهوَ منْ أتْباعِ التَّابعينَ أيضاً.
- ابنُ عبدِ الرَّحمنِ بنِ أبْزى وأبوهُ: وهوَ سعيدُ بنُ عبدِ الرَّحمنِ بنِ أبْزى الخزاعيُّ، وهوَ منَ التَّابعينَ في روايةِ الحديثِ، وأبوهُ عبدُ الرَّحمنِ بنُ أبزى (ت: بعد سنة90هـ)، وهوَ منَ التَّابعينَ في روايةِ الحديثِ.
دلالة الحديث:
يشيرُ الحديثُ إلى كيفيَّةِ فعلِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ لرخصةِ التَّيمُّمِ، والمقصودُ بالتَّيمُّمِ هوَ بديلُ الوضوءِ عندَ عدمِ القدْرةِ بالوصولِ إلى الماءِ، ويبيِّنُ الحديثُ فعلَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ للتَّيمُّمِ، وذلكَ بضرْبهِ بيدهِ الشَّريفةِ التُّرابَ على الأرضِ ومسحُ الوجهِ والكفَّينِ بيدهِ بما علقَ بها منْ الأرضِ الطَّهورِ.
ما يرشد إليه الحديث:
منَ الدُّروسِ والعبرِ المستفادةِ منَ الحديثِ:
- جوازُ التَّيمُّمِ عندَ عدمِ وجودِ الماءِ.
- التَّيمُّمُ يكونُ بضربِ اليدِ على التُّرابِ ومسحُ الوجهِ والكفَّينِ لفعلِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ.