لقدْ خلقَ اللهُ تعالى الذّكرَ والأنثى منْ بني الإنسانَ، وجعلَ لكلِّ واحدٍ فيهمْ منَ الصّفات والطّباعِ ما فيهما، وخلقَ الرّجالَ قوّامونَ على النّساءِ في كثيرٍ منَ الأمورِ، وجعلَ طباعَ المرأةِ قائمةً على العاطفةِ الأنثويَّةِ، وأوصى الرّجالَ بالنّساءِ، كما دعا إلى مداراتها كي يتجنّبوا خلافاتٍ ومشاكلَ قدْ تفضي إلى الطلاقِ، وقدْ دعا النّبيّ عليه الصّلاة والسّلامُ إلى ذلكَ، وسنعرضُ حديثاً في ذلكَ.
الحديث:
يروي الإمامُ البخاريُّ يرحمهُ اللهُ في الصّحيحِ: ((حدّثنا عبدُ العزيزِ بنُ عبدِ اللهِ، قال: حدّثني مالكٌ، عنِ أبي الزّنادِ، عنِ الأعرجِ، عن أبي هريرةَ، أنَّ رسولَ الله صلّى اللهُ عليه وسلّمَ قال: “المرأةُ كالضّلعِ، إنْ أقمتها كسرتها، وإنْ استمتعتَ بها استمتعتَ بها وفيها عِوَجٌ”.)). رقمُ الحديث: 5184.
ترجمة رجال الحديث:
الحديثُ المذكورُ أوردهُ الإمامُ محمّدُ بنُ إسماعيلَ البخاريُّ في صحيحه في كتابِ النّكاحِ، بابُ المداراةِ معَ النّساءِ، والحديثُ منْ طريقِ الصّحابيِّ الجليلِ أبي هريرةَ رضيَ اللهُ عنهُ، وهوَ منْ أكثرِ الصّحابةِ روايةً للحديثِ عنْ رسولِ اللهِ صلّى اللهُ عليه وسلّمَ، أما رجالُ السّندِ الآخرونَ هم:
- عبدُ العزيزِ بنُ عبدِ اللهِ: وهوَ أبو القاسمِ، عبدُ العزيزِ بنُ عبدِ اللهِ الأويسيُّ، وهوَ منْ تبعِ أتباع التّابعينَ الثّقاتِ في رواية الحديث.
- مالكٌ: وهوَ أبو عبدِ الله، مالكُ بنُ أنسٍ الأصبحيُّ الحميريُّ (93ـ179هـ)، وهوَ منْ ثقاتِ مشاهيرِ المحدّثينَ منْ أتباعِ التّابعينَ.
- أبو الزّنادِ: وهوَ عبدُ اللهِ بنُ ذكوانَ القرشيُّ (64ـ130هـ)، وهوَ منْ ثقاتِ الرّوايةِ منْ أتباع التّابعينَ.
- الأعرج: وهوَ عبدُ الرّحمنِ بنُ هرمزَ الأعرجُ (ت: 117هـ)، وهوَ منْ ثقاتِ المحدّثينَ منَ التّابعينَ.
دلالة الحديث:
يشيرُ الحديثُ المذكورُ إلى دعوةِ النّبيِّ عليه الصّلاةُ والسّلامُ إلى حسنِ معاشرةِ الزّوجةِ ومداراتها، وذلكَ لما تتّصفُ به المرأةُ منْ صفاتِ الضّعفِ وغلبةِ عاطفتها، وقدْ دعا النّبيُّ صلّى اللهُ عليه وسلّمَ إلى ذلكَ واصفاً للمرأةِ بأنَّها كالضّلعِ الأعوجِ الّذي إذا أرادَ الرّجلُ أنْ يقيمهُ ويصلحهُ أفضى ذلكَ إلى كسرهِ، كما دعا إلى معاشرتها بالمعروفِ بما اتّصفتْ بهِ منْ صفةِ الضّلعِ الّذي يعاشرُ على ضعفهِ وقلّةِ حيلتهِ.
ما يرشد إليه الحديث:
منَ الفوائدِ منَ الحديث:
- حرصُ الإسلامِ على معاملةِ النّساءِ ومعاشرتهنَّ بالمعروفِ منَ الرّجال.
- إنَّ مداراةِ المرأةِ ما دعا إليه الإسلامُ تجنّباً لكثيرٍ منَ الخلافاتِ، ومراعاةً لطباع المرأةِ منَ الضّعفِ وغلبةِ عاطفتها.