حديث في مشروعية صلاة الكسوف والخسوف

اقرأ في هذا المقال


لقدْ كانَ في حديثِ رسولِ الله صلّى اللهُ عليه وسلّمَ كثيراً منَ الشّواهدِ الّتي يبيّنُ فيها كثيراً منَ السّننِ الّتي علّمها للصّحابة، ومنها الصّلواتِ النوافل كصلاة الخسوفِ والكسوفِ الّتي حرصَ النّبيُّ عليه الصّلاةُ والسّلامُ أنْ يصلّيها ويعلّمها للنّاسِ، وسنعرضُ حديثاً في مشروعية صلاة الخسوف والكسوف وكيفيتها.

الحديث

أوردَ الإمامُ مسلمُ بنُ الحجّاجِ في الصّحيح: ((وحدّثنا محمّدُ بنُ مهرانَ، حدّثنا الوليدُ بنُ مسلمٍ، أخبرنا عبدُ الرّحمنِ بنِ نَمرٍ، أنّهُ سمعَ ابنَ شِهابٍ يخبرُ عنْ عروةَ، عنْ عائشةَ، أنَّ النّبيَّ صلّى اللهُ عليه وسلّمَ جهرَ في صلاةِ الخسوف بقراءته، فصلّى أربعَ ركعاتٍ في ركعتينِ وأربعَ سجداتٍ)). رقمُ الحديث: 5/901.

ترجمة رجال الحديث

الحديثُ المذكورُ يوردهُ الإمامُ مسلمُ بنُ الحجّاجِ النّيسابوريُّ في الصّحيحِ في كتابِ الكسوفِ، بابُ صلاةِ الكسوفِ، والحديثُ جاءَ منْ طريقِ أمِّ المؤمنينَ عائشةَ رضيَ الله عنه، وهيَ عائشةُ بنتُ أبي بكرٍ الصّدّيقِ رضيَ اللهُ عنهما، وهيَ منَ المكثراتِ في رواية الحديثِ عنْ رسولِ اللهِ صلّى اللهُ عليه وسلّمَ منَ الصّحابةِ، أمّا باقي رجال السّندِ البقيّة:

  • محمّدُ بنُ مهرانَ: وهوَ أبو جعفرٍ، محمّدُ بنُ مهرانَ الجمّال الرّازيُّ (ت: 239هـ)، منْ رواةِ الحديثِ الثّقاتِ منْ تبعِ أتباع التّابعينَ.
  • الوليدُ بنُ مسلمٍ: وهوَ أبو العبّاسِ، الوليدُ بنُ مسلمٍ القرشيُّ (119ـ194هـ)، وهوَ منْ ثقاتِ الرّواية للحديثِ منْ تبعِ الأتباع أيضاً.
  • عبدُ الرّحمنِ بنُ نَمرٍ: وهوَ أبو عمرو، عبدُ الرّحمنِ بنِ نمرٍ اليحصبيُّ، وهوَ منْ ثقاتِ أتباعِ التّابعينَ في الحديثِ.

دلالة الحديث

يشيرُ الحديثُ إلى مشروعيّة صلاة الكسوفِ والخسوف، وقدْ بيّنَ الحديثُ فيما ترويه أمِّ المؤمنينَ عائشةَ منْ فعلِ النّبيِّ عليه الصّلاةُ والسّلامُ في أدائها، وحكمةُ مشروعيّتها هي الإنابةُ إلى اللهِ والاستغفارِ في ما يحدُثُ منْ تغييراتٍ في نظامِ الكونِ، أمّا كيفيّتها فهي ركعتينِ منْ غيرِ الفريضةِ في كلِّ ركعةٍ ركوعينِ وقيامينِ وسجودينِ، يكبّرُ ويقرأ الفاتحة وما تيسرَ منَ القرآنِ جهراً ثمَّ يركعُ ثمَّ يقومُ ولا يسجدُ فيقرأ ثمَّ يركعُ ثمَّ يكملُ الرّكعةِ كما في الصّلوات الأخرى ويقومُ للثّانية ويفعلُ كما فعلَ في الرّكعة الأولى، وكانَ عليه الصّلاة والسّلامُ يطيلُ في الرّكوعِ والسّجودِ فيها.

ما يرشد إليه الحديث

منَ الفوائدِ منَ الحديث:

  • المسلمُ ينوبُ إلى اللهِ ويتقرّبُ إليه عندَ حدوثِ خللٍ في نظامِ الكونِ.
  • مشروعية صلاة الكسوف والخسوف بسنّتها بفعل النّبيِّ عليه الصّلاة والسّلام.

شارك المقالة: