لقدْ بعثَ اللهُ سبحانهُ وتعالى الأنبياءَ كُلّهمْ برسالةِ التّوحيدِ إلى البشرِ جميعاً، ودعا منْ خلالهمْ إلى عبادته وعدمِ الإشراكِ به شيئاً، وبيّنوا أنّ سبيلَ النّجاةِ منَ النّارِ هوَ عدمُ الإشراكِ بالله، وقدْ بيّنَ عليه الصّلاةُ والسّلامُ أنّ منْ ماتَ ولمْ يشركْ بالله دخلَ الجنّةَ وسنعرضُ حديثاً في هذا.
الحديث
يوردُ الإمام مسلمُ بنُ الحجّاجِ في الصّحيحِ: ((وحدّثنا أبو بكرِ بنُ أبي شيبةَ، وأبو كُريبٍ، قالا: حدّثنا أبو معاويةَ، عنِ الأعمشِ، عنْ أبي سفيانَ، عنْ جابرٍ، قال: أتى النّبيَّ صلّى اللهُ عليه وسلّمَ رجلٌ، فقالَ: ما الموجبتانِ؟ فقال: “منْ ماتَ لا يشركُ باللهِ شيئاً دخلَ الجنّةَ ، ومنْ ماتَ يُشركُ باللهِ شيئاً دخلَ النّارَ” )). رقمُ الحديث: 151.
ترجمة رجال الحديث
الحديثُ النّبويُّ المذكورُ يوردهُ الإمامُ مسلمُ بنُ الحجّاجِ النّيسابوريّ في الصّحيحِ في كتابِ الإيمانِ، بابُ: (منْ ماتَ لا يشرك باللهِ شيئاً دخلَ الجنّةَ”، والحديثُ منْ طريقِ الصّحابيّ الجليلِ جابرٍ رضيَ اللهُ عنهُ، وهوَ جابرُ بنُ عبدِ اللهِ بنِ عمرِو بنِ حرامٍ الأنصاريُّ، وهوَ منَ المكثرينَ في رواية الحديثِ منَ الصّحابةِ، أمّا رجالِ الإسنادِ الباقونَ:
- أبو بكرِ بنُ أبي شيبةَ: وهوَ عبدُ اللهِ بنُ محمّدِ بنِ أبي شيبةَ العبسيُّ (159ـ235هـ)، وهوَ منْ كبارِ المحدّثينَ الثّقاتِ منْ تبعِ أتباعِ التّابعينَ.
- أبو كريبٍ: وهوَ محمّدُ بنُ العلاءِ بنِ كريبٍ الهمدانيّ (161ـ247هـ)، وهوَ أيضاً منْ ثقاتِ المحدّثينَ منْ تبعِ الأتباعِ.
- أبو معاويةَ: وهوَ محمّدُ بنُ خازمٍ التّميميُّ (113ـ194هـ)، وهوَ منْ ثقاتِ روايةِ الحديثِ منْ أتباع التّابعينَ.
- الأعمشُ: وهوَ أبو محمّدٍ، سليمانُ بنُ مهرانَ الأسديُّ والمعروفِ بالأعمشِ (61ـ145هـ)، وهوَ منْ كبارِ شيوخِ المحدّثينَ منَ التّابعينَ.
- أبو سفيانَ: وهوَ طلحةُ بنُ نافعٍ القرشيّ، وهوَ منْ ثقاتِ التّابعينَ في رواية الحديثِ عنِ الصّحابةِ.
دلالة الحديث
يشيرُ الحديثُ إلى الموجباتِ في دخولِ الجنّةِ أوِ النّارِ، وقدْ بيّنَ النّبيُّ صلّى اللهُ عليه وسلّمَ أنّهما تقومانِ على التّوحيدِ وعدمِ الإشراكِ باللهِ، وبيّنَ أنّ شرطَ دخولِ الجنّةِ واجبُ للمرْء الّذي قدْ ماتَ ولمْ يشرك بالله شيئاً، وأنّ منْ ماتَ وكانَ مشركاً دخلَ النّارَ بإشراكهِ، وقدْ بيّنَ أهلُ العلمِ في دخولِ منْ لمْ يشرك باللهِ أنّهُ قدْ يحاسبُ على الكبائرِ ثمّ يدخلُ الجنّةَ ولا يخلّدُ بها، أمّا المشركُ فهو في النّارِ خالداً فيها أبداً.
ما يرشد إليه الحديث
منَ الفوائدِ منَ الحديث:
- وجوبُ دخولِ الجنّةِ لمنْ مات ولمْ يشرك بالله شيئاً.
- وجوبُ دخولِ النّار لمنْ مات وهو يشرك بالله شيئاً.