لقدْ كانَ للحديثِ النَّبويِّ الشّريفِ رجالٌ صدقوا ما عاهَدُوا الله عليهه وعاهدوا رسولَه صلَّى الله عليه وسَلَّم على نشر ما حدَّثَ به، لكي يكونوا شهداء على النَّاسِ منْ بَعْده، فكانوا الرُّواةَ الأُمَناء على الحديثِ النَّبويِّ، فسارت المسيرةُ منْ زمنِ الصَّحابة رضوانُ اللهِ عليهِم إلى زمنِ التّابعينَ الّذين حافظوا على ما أخذوه من الصّحابة فأكملوا المسيرَة، ليكونوا من بعدهم حملة هذِه الرِّسالة إلى من بعدَهم من أتباعِهم حتّى وصلَت إلينا كما هي في كتُبِ الحديثِ المُتَنَوّعةِ، وها نحنُ لا زِلْنا في ديار التّابعين نبحثُ عنْ رُواتِهمْ حتَّى وصلنا إلى راوٍ منْهُم كانَ له الفضلُ بهذا العلمِ الشَّريف، إنَّه حمزةُ بنُ المغيرةِ رحمه الله فتعالوا نقرأُ في سيرتِه العطرة في الحديثِ.
نبذة عن حمزة بن المغيرة
هو: التَابعيُّ الجليلُ، حمزَةُ بنُ المُغيرَةِ بنِ شُعْبَةَ، من رواةِ الحديثِ النَّبويِّ الشَّريفِ، وأبوهِ الصّحابيُّ الجليلُ المُغيرَةُ بنُ شُعْبَةَ رضي الله عنْه ويرجعُ نَسَبَهُم إلى ثَقيفِ، كان منَ الرُّواةِ المحدِّثينَ كأبيهِ المُغيرة، ونقل عنه من بعده علم الحديثِ.
روايته للحديثِ
كانَ حمْزَةُ بن المُغيرَةِ بنِ شعبَةَ منْ رواةِ الحديثِ النَّبويِّ الشَّريفِ وقد روى الحديث عمَّن أدرَكَهمْ منَ الصَّحابَة كأبيه المغيرَةِ بنِ شُعْبَةَ رضيَ الله عنه، كما روى من طريقِهِ الحديثَ كثيرٌ منَ الرّواةِ المحدّثينَ منْ أمثالِ: بكرِ بنِ عبدِ اللهِ المُزَنِيِّ وعبَّادِ بنِ زيادِ بنِ أبي سُفيانَ والنّعمانَ بنِ أبي خالد وغيرِهم وقد كانّ منَ الرواة المقلّين في الحديثِ وروى عنْ أبيهِ المغيرَةَ بنِ شُعبَةّ حديثَ المسحِ على الخُفَّينِ، كما كانّ منَ الرّواة الثِّقاتِ في علمِ الرِّوايَة يرحمه الله.
من رواية حمزة بنُ المغيرة للحديث
ممّا ورَدَ منْ روايَةِ الحديثِ منْ طريقِ الرَّاوي حمزةَ بنِ المغيرَةِ بنِ شُعبَةَ ما أورَدَه الإمامُ النّسائيُّ في سُنَنِهِ:(( أَخْبَرَنا عمرو بنِ عليٍّ وحُمَيْدِ بنُ مَسْعَدَةَ، عنْ يزيدَ وهوَ ابنُ زُرَيْعٍ، قالَ: حدَّثنا حُمَيْدٌ، قالَ: حدَّثَنا بكرُ بنُ عبدِ اللهِ المُزَنِيُّ، عنْ حمزةَ بنِ المغيرَةِ بنِ شُعبَةَ، عنْ أَبِيهِ قالَ: تَخَلَّفَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم، فَتَخَلَّفْتُ مَعَهُ، فَلَمَّا قَضى حاجَتَهُ قالَ: ( أمَعَكَ ماءٌ؟ ) فأَتَيْتُهُ بِمِطْهَرَةٍ، فَغَسَلَ يَدَيْهِ، وغَسَلَ وَجْهَهُ، ثمَّ ذَهَبَ يَحْسِرُ عنْ ذِراعَيْهِ، فّضاقَ كُمُّ الجُبَّةِ، فألْقاهُ على منْكِبَيْهِ، فَغَسَلَ ذِراعَيْهِ، ومَسَحَ بِناصِيَتِهِ، وعلى العَمَامَةِ، وعلى خُفّيْهِ. )) منْ كتابِ الطَّهارَة، رقم الحديثِ108 وحكمُ الحديثِ صحيحٌ.