ما زلنا في بدايّة الرِّحلة في البحْث عن ناقلوا الحديثِ النَّبويِّ الشَّريفِ، هؤلاء الكبارُ الّّذين هيأَهُمُ اللهُ عزَّ وجلَّ ليكونوا حماة للإسلامِ ومصادِرِهِ، ويكونوا شهوداً على أمةِ مُحَمَّدٍ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم إلى يومِ القيامةِ بأنّهُم أوصلوا حديثِ نبيِّهم إليهم عبر الأجيالِ بالقرونِ المتلاحِقّة، وها نحن نبحث في بحثِنا المُتواضِع وكتابّتنا الخَجولة منَ التقصيرِ في حقِّهم في طبقةِ التَّابعينَ الأخيار منْ استَلموا مُهمَّة تبليغِ الحديثِ منَ الصّحابَة رضوانُ اللهِ عليهِ، ونصل في الحديثِ إلى الرَّاوي المُحدِّثِ؛ خالدُ بنُ دينارٍ فتعالوا نقرأ في سيرَتِه في الحديث النَّبويِّ.
نبذة عن خالد بن دينار:
هو: التَّابعيُّ الجليلُ، أَبو خَلْدَةَ، خالدُ بنُ دينارٍ التَّميمِيُّ، ويعرفُ بأبي خلْدَةَ البَصْريِّ، منْ رواةِ الحديثِ النَّبويِّ الشَّريف، كانَ يسكنُ البَصْرَةَ بالعراقِ، ويقال له الخَيَّاطُ، وكانَ منْ مراجِعِ الحديثِ في البَصْرَةِ، عاش في البَصْرَةِ حتَّى توفَّاهُ اللهُ عزَّ وجلَّ في العامِ الثَّانِي والخمسينَ بعدَ المائَةِ منَ الهِجْرَةِ النَّبويَّة الشَّريفَة يرْحَمُهُ اللهُ.
روايته للحديث:
كان خالدُ بنُ دينارٍ البَصْريُّ منْ رواةِ الحديثِ النَّبويِّ الشَّريف، وقدْ روَى الحديثَ عنْ أنَسِ بنِ مالكٍ من الصّحابَةِ رضْوانُ اللهِ عليهِم، كما روى عنْ جمعٍ منَ التَّابعينَ من أمثالِ: الحسنِ البَصْرِيِّ ومُحَمَّدِ بنِ سيرينَ وأبي العاليَةَ الرِّياحيِّ وغيرِهمْ يرحمُهُمُ اللهُ جميعاً.
أمَّا منْ روى الحديثَ منْ طريقِ خالدِ بنِ دينار فهم كثيرٌ منْهم: عبدُ اللهِ بن المُبارَكِ والفُضيْلُ بنُ دُكَيْنٍ والطَّيالِسيُّ أبو داوودَ وعبدٌ الرَّحمنِ بنُ مَهْديٍّ ويزيدُ بنُ زُرَيْعٍ ويحيَى بنُ سعيدٍ القَطَّانُ وغيرُهم يرحمُهمُ الله، كما كانَ منْ أهلِ الثِّقَة في الرِّواية وروى عنه أصحابُ الكُتُبِ السِّتَّة سوى الإمام ُمسلمٌ وابنُ ماجَةَ يرحَمُهُمُ اللهُ.
من رواية خالد بن دينار للحديث:
ممّا وردَ منء روايَةِ الحديثِ النَّبويِّ الشَّريفِ منْ طريقِ خالدِ بنِ دينارٍ البَصْريِّ، ما أوردَه الإمامُ البُخاريُّ في صحيحِه في كتاب الجُمُعَةَ: (( حَدَّثَنا مُحّمَّدُ بنُ أبي بكرٍ المُقَدَّمِيُّ، قالّ: حَدَّثنا حَرَمِيُّ بنُ عُمَارَةَ، قالَ: حَدَّثَنا أَبو خلدَةَ ـ خالدُ بنُ دينارٍ ـ قالَ: سَمِعْتُ أنَسَ بنَ مالِكٍ يقُولُ: كانَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليْهِ وسَلَّمَ إِذا اشْتَدَّ الْبَرْدُ بَكَّرَ بالصَّلاةِ، وإِذا اشْتَدَّ الحَرُّ أَبْرَدَ بالصَّلاةِ ـ يعْنِي الجُمُعَةَ. قالَ يونُسُ بنُ بُكَيْرٍ: أَخْبَرَنا أّبُو خَلْدَةَ فَقَالَ: بالصَّلاةِ ولمْ يَذْكُرِ الجُمُعَةَ وقالَ بِشْرُ بنُ ثابِتٍ: حدَّثَنَا أَبُو خَلْدَةَ، قالَ: صلَّى بِنا أميرٌ الجُمُعَةَ، ثمَّ قالَ لأنَسٍ رَضِيَ اللهُ عنْهُ: كيْفَ كانَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليْهِ وسلَّم يُصَلِّ الظُهْرَ)). رقم الحديثِ906.