خروج النبي إلى الطائف

اقرأ في هذا المقال


عند وفاة عمّ النبي أبو طالب، وجد قريش منفذاً مريحاً لهم ليفعلوا ما يريدون بالنّبي، وبعد أن كان أبو طالب مصدر حماية ومنعة للنبي من أذى المشركين، أصبحت قريش تتفنَّن بطرق التعذيب، وخاصّة لأصحاب النّبي أو لضعاف الناس ممّن دخلوا في الدين الحنيف.

الخروج إلى الطائف

الطائف: هي إحدى مدن المملكة العربية السعودية، أسّست قبل ميلاد سيدنا عيسى ابن مريم عليه السلام، وهي في المرتبة السادسة من حيث عدد السكان في المملكة العربية السعودية، وتبعد عن مكّة المكرمة ستين ميلاً تقريباً.

نَفَذَ صبُر النّبي فأصابهُ اليأسُ من كفّار قريش ومن أعمالهم ، فخرج النَّبي إلى الطائف، واستنجدَ عليِه السلام بأهلِ الطائفِ لكي يساعدوا النّبي في طريق الدعوة، ويرجوهم نصرته، فكان معه مولاهُ الصّحابي الجليل زيد بن حارثة.
فعندما وصل نبينا الكريم إلى الطائف جلس مع ثلاثة من زعماء قبيلة ثقيف، ودعاهم إلى عبادة الله وحده لا شريك له، ونصرة الدين الإسلامي ، فكان ردّهم قاسياً وكذّبوا كلام النّبي، حتى أنّ أحدهم مزّق ثوبه لمّا سمعه من النّبي.
وأقام النبي بينِ أهلها عشر ليالٍ، يدعوا أهلها إلى دينِ الله، لا يدع أحداً من ساداتهم وأشرافهم إلّا وكذبوا كلامه، وأخرجوا النّبي من ديارهم، وتبعه عبيدهم وسفهاؤهم يسبون النبي ويصيحون به، حتى وصل بهم إلى أن اجتمع النّاس عليه، فوقفوا صفّين يرمون عليه الحجارة، وكان مولاه زيد بن الحارثة يدافع عنه ويقيه بنفسه حتى أُصيب برأسه، فابتعدوا عنهم ووصلوا إلى حبلة من ثمرِ العنب ، فاستظلّوا تحتها إلى جدار.
فكان قلب النّبي قد امتلأ بحزن كبير، ممّا شاهده من ردّة فعلٍ لأهل الطائف التي لم يؤمن منها أحد، ودعا النّبي ربّه فقال هذا الدعاء: ( اللهم إليك أشكو ضعف قوتي وقلّة حيلتي وهواني على الناس، يا أرحم الراحمين، أنت ربُّ المستضعفين، وأنت ربّي، إلى من تكلني ، إلى بعيد يتجهمني، أم إلى عدوٍّ ملّكته أمري، إن لم يكن بك علي غضب فلا أبالي، ولكنَّ عافيتك هي أوسع لي، أعوذ بنور وجهك الذي أشرقت له الظلمات، وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة ، من أن تُنزل بي غضبك ، أو يحلَّ علي سخطُك، لك العتبى حتى ترضى ، ولا حول ولا قوة إلّا بك ).

وحينها رآه ابنا ربيعة، أرسلوا له غلاماً نصرانياً يسمّى (عدّاس)، وقالوا له : خذ من العنب واذهب به إلى ذلك الرّجل الذي يستظلُّ (يجلس في الظل) ، فعندما وصل للنبي ووضعه بين يديه ، قال النبي (بسم الله) ثمّ أكل النّبي .
فقال الغلام عدّاس للنبي : إنّ هذا الكلام لا يقوله أهل البلاد هذه، فسأله النّبي عن بلاده وعند دينه، فأجاب أنّه من نينوى ودينه النصرانيّة، فردّ النبي أنّها بلاد الرّجل الصّالح يونس ابن متَّى، فقال عدّاس : وما يدريك عن هذا الرّجل ، فقال عليه الصلاة والسّلام: ( ذاك أخي كان نبيّاً وأنا نبي)، فأقبل عدّاس إلى النّبي يقبّل رأسهً وقدميه.


شارك المقالة: