تهدف الهندسة المالية الإسلامية إلى توفير آليات تمويلية وأدوات مالية، تقوم على أساس المصداقية الشرعية، كونها من العمليات الإسلامية، وعلى الوصول للكفاءة الاقتصادية التي من خلالها تقوم بتلبية احتياجات الأسواق والأفراد الاقتصادية، لمنافسة الأدوات المالية والتمويلية التقليدية.
خصائص الهندسة المالية وفق المنهج الإسلامي:
أولاً: المصداقية الشرعية:
ونعني بذلك أن توافق المنتجات المالية الإسلامية أحكام الشريعة الإسلامية بأكبر قدر ممكن، والابتعاد عن المسائل ذات الخلافات الفقهية قدر المستطاع، لأنّ الهدف من الهندسة المالية ليس ترجيح الآراء الفقهية، وإنّما إيجاد حلول متّفق عليها، وهذا مايُسمّى باستراتيجية الابتعاد عن الخلافات الفقهية.
ومن هنا يجب علينا التفريق بين حدود مايجوز العمل به شرعاً، وبين الأهداف التي تعمل الهندسة المالية الإسلامية من أجل تحقيقها، حيث تهدف الهندسة المالية إلى إيجاد أدوات وآليات نموذجية.
أمّا الشرع الإسلامي فيهدف إلى إيجاد حلول نموذجية مناسبة للعصر الحاضر، وما بعده من العصور رغم اختلاف الظروف، حيث أنّ الشرع الإسلامي يتّصف بالشمولية والمرونة، أي يُناسب جميع ظروف الأفراد والمجتمعات في كلّ مكانٍ وكلّ زمان.
فقد لا تتناسب الحلول النموذجية التي تجدها الهندسة المالية مع كل الظروف ، أمّا ما تقدّمه الهندسة المالية الإسلامية على أساس شرعي، يجب أن يكون نموذجياُ وملائماً لجميع الظروف والأحوال، لأنّه محدّد على أساس اختيار أفضل الحلول النموذجية التي تتناسب مع مكانة الإسلام.
ثانياً: الكفاءة الاقتصادية:
بالإضافة للمصداقية الشرعية تتميّز الهندسة المالية الإسلامية بخاصية الكفاءة الاقتصادية، وهي من الخصائص التي تًناظر بها الهندسة المالية التقليدية، فيجب أن تكون منتجات الهندسة المالية الإسلامية، ذات كفاءة اقتصادية مميّزة وعالية، عند مقارنتها بمنتجات الهندسة المالية التقليدية، وكذلك الابتعاد عن ترك أثار اقتصادية سلبية، بعد ممارسة الحلول والعمل بها.
وبناءً على أساليب الهندسة المالية الإسلامية، يتم توسيع الفرص الاستثمارية، للمشاركة في المخاطر، وتخفيض تكاليف العمليات المالية والأنشطة الاقتصادية، وتخفيض تكاليف العمولات والوساطات والسمسرة.
ثالثاً: الربط بين المصداقية الشرعية والكفاءة الاقتصادية:
تعمل الهندسة المالية الإسلامية على أساس الربط بين خاصيتي المصداقية الشرعية، والكفاءة الاقتصادية، فالبحث عن الحلول الأكثر مصداقية، وموافقة للشريعة الإسلامية، يؤدّي دائماً إلى تحقيق الكفاءة الاقتصادية المنشودة بشكل تلقائي، والعكس صحيح، ومن خلال البحث في تفاصيل بعض المعاملات المالية الإسلامية، تظهر لنا العلاقة الدائمة بين المصداقية الشرعية والكفاءة الاقتصادية.
