دار الندوة

اقرأ في هذا المقال


هاجر المسلمون من مكة المكرمة إلى المدينة؛ هرباً بأنفسهم إلى طاعة الله واتباع دعوة النبي ، وكانت رُؤية قريشٍ من قيامِ المسلمينَ بالهجرة يجعلهم مصابين بكآبة وحزن كبيرين، وراودهم القلقُ والخوفُ بشكل لم تعهد به قريش أبداً ، فما يحدث أمامهم جعلهم يعلمون أنَّ هناك خطرٌ لا مثيل له قد يصيبهم من تهديد لكيانهم ومكانتهم بين القبائل، إضافةً إلى ذلك قد يترتب على اقتصادهم تأثير سلبي.

وكانت قريش تعلم أنَّ سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم يملكُ من الشخصية العظيمةِ التي تجعله قادراً على أن يكون مؤثراً أينما حلَّ وارتحل، إضافةً إلى وجود صفةِ القائدِ المرشدِ عند النبي صلى الله عليه وسلَّم ، وممّا زاد عليهم شدتهم وحزنهم أكثر، هو علمهم بالشجاعة والعزيمة والإصرار في نفوس أصحاب النبي رضي الله عنهم.

وكان الخوف الأكبر لقريش هو علمهم أيضاُ أنَّ للمدينة تأثيراً كبيراً من ناحية موقعها الاسترتيجي ، فكانت تمرُّ بساحل البحر الأحمر من اليمن إلى الشام.

اجتماع دار الندوة

بعد أن علم المشركون بالخطر الذي يهدِّد كيان قريش في المنطقة، كان من اللازم أن يبحثوا عن خطّة تخرجهم من مأزقهم، وفي السنة الرابعة عشرة من بعثة النبي، وتحديداً في شهر صفر، عقدت قريش اجتماعاً في دار الندوة وكان اجتماعهم في وقت باكرٍ من النهار .

فكان من أخطر الاجتماعات التي عقدتها قريش ، والدليل على ذلك هو توافد كلِّ زعماء القبائل في قريش ، ليبحثوا عن طريقةٍ تمكنهم من القضاء على على دين محمد ودعوته، وكان من أبرز الشخصيات التي حضرت الأجتماع ( أبو جهل بن هشام ، شيبة وعتبة أبنا ربيعة، أبو سفيان بن حرب ، أميّة بن خلف ، النضر بن الحارث ).

ودار الحوار بين زعماء قريش ، فكان كلامهم كثيراً وطويلاً، وتحدثوا فيما بينهم بعدة اقتراحات وبعض من الحلول، فكان رأي بعضهم أن ينفوا محمداً من بلادهم ، والبعض طلب بحبسه، ومع كل هذه الاقتراحات التي لم تصب في صالحهم ، قدّم إليهم أبو جهل قراره الذي أتفق عليه جميع من هم في الاجتماع ، فكان اقتراحه أن يأخذوا فتاً من كل قبيلةٍ، ويضربوا النبي بالسيف ضربة رجل واحد، وبذلك يقتلوا النبي ويتفرق دمهُ بين جميع القبائل، وكانوا مصصمِّين بشكل كبير على تنفيذ اقتراح أبو جهل بن هشام، وبأسرع وقت ممكن.

المصدر: مختصر الجامع/ سميرة الزايدنور اليقين/محمد الخضريالرحيق المختوم/ صفى الرحمن المباركفوري


شارك المقالة: