دعاء التمتع بالسمع والبصر 

اقرأ في هذا المقال


توجد العديد من الأدعية والتي يمكن للفرد المسلم أن يدعو بها الله تبارك وتعالى بغية دوام النِعم التي أنعم بها الله عليه، ومن بين تلك الأدعية هو دعاء طلب التمتع بالسمع والبصر والتي حثَّنا سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام الدوام بترديد هذا الدُعاء، حيث أنَّنا نعرض هذا الدُعاء في هذا المقال ونتحدث عنه.

ما هو دعاء التمتع بالسمع والبصر

يعتبر دُعاء التمتع بالصحة والعافية من بين الأدعية العظيمة التي كان سيد الخلق محمد عليه الصلاة وأتم التسليم يدعو به وهذا لنفسه ولأصحابه رضوان الله عليهم، كما وأنَّه قد علَّمنا إياه وهذا رحمةً بهم وكذلك شفقة عليهم، إذ أنَّه عليه الصلاة والسلام لم يترك بتاتاً هذا الدُعاء من خيري الدُنيا والآخرة أيضاً أمراً إلّا وكان يتضمن أكمل ما فيه وأفضله وأحسنه كذلك.

ومن بين الأدعية التي كان يدعو بها سيد الخلق للتمتع بالسمع والبصر له ولأصحابه الكرام نذكرها على النحو الآتي:

  • أن يقول المسلم داعياً الله جلَّ جلاله لكي يمتعه بالسمع والبصر: “اللَّهُمَّ اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين معاصيك ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك، ومن اليقين ما تهون به علينا مصيبات الدنيا ومتعنا بأسماعنا وأبصارنا وقوتنا ما أحييتنا واجعله الوارث منا واجعل ثأرنا على من ظلمنا وانصرنا على من عادانا ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ولا تجعل الدنيا أكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا تسلط علينا من لا يرحمنا“.

حيث أنَّ هذا الدُعاء يتضمن العديد من الجمل المفيدة ومنها: طلب العبد من الله أن يجعل له نصيباً من خشيته، والتي تعمل كمانع لفعل المعاصي والبعد عند الطاعات المختلفة، إلى جانب الخشية التي تؤدي في النهاية إلى دخول جنات النعيم.

وأمَّا عن الجملة الثانية فإنَّها تتضمن طلب اليقين الذي يهون على نفس المؤمن ابتلاءات التي من الممكن أن يقع بها الفرد المؤمن، ومن بين الجمل المهمة في هذا الدُعاء هو طلب العبد المسلم من الله تبارك وتعالى بأن يُمتعه بسمعه وببصره  وقوته، وكذلك طلب النصرة على الأعداء وغيرها من الجمل المفيدة الواردة في الدُعاء السابق ذكره.

ومعنى أن يُمتعنا الله بسمعنا وبأبصارنا هو أن يجعل أسماعنا وكذلك أبصارنا باقية، ونتمتع بها كذلك، وبالتالي لا تضعف في حال تقدُّمنا بالعمر وكذلك بأن لا تذهب الأسماع والأبصار التي أنعم بها الله علينا في حالة الكبر.

ومن الممكن أن يدخل هذا الأمر في الوارثة وهذا حتى بعد موت الفرد وأن يكون ما شاهده وأبصره وما سمعه أيضاً من أمور خفية وعمد على نشرها للغير يذكره الناس بعده، وموروثاً عنه بعد موته، وهذا كأنَّه قد مُتِّع بسمعه وببصره في الحياة الدُنيا، بمعنى أنَّه ما شاهد ورأى من أمور خيرة كعلم وغيرها وعمد على تعريف الناس بها وعرَّفها لغيره، إذا مات بعد ذلك كان الموروث بعد موته، وبالتالي يصل العلم الذي أخبر الناس به وبره إليه.

والمشهور بين العُلماء هو أنَّ كلمة الوارث منا هو أنَّ السمع والبصر تبقى لنا وهذا في حالة الضعف التي يقع بها الفرد وفي حالة الكبر كذلك، فنتمتع بها حين ذلك، وبالتالي فإنَّنا نستعين بالبصر والسمع على أداء الطاعات لله تبارك وتعالى، وكذلك فإنَّنا نستعين بها كذلك على أداء ما أمر به الله تعالى واجتناب النواهي أيضاً.

  • أن يقول المسلم الفرد العبد طالباً من الله تبارك وتعالى وسائلاً إياه أن يُمتع بسمعه وببصره وهذا من خلال قوله: “اللَّهُمَّ بَارِكْ لِي فِي سَمْعِي وَبَصَرِي، وَاجْعَلْهُمَا الْوَارِثَ مِنِّي“.

ومن الممكن أن يدعو الفرد المسلم بأي صيغة أراد للتمتع بالسمع وبالبصر أي أن يكون كل من سمعه وبصره بصحة وعافية جيدة، وليس من الواجب أو من المشروط على الفرد المسم أن يدعو الله بصيغة مشروطة تصل إلى حد الواجب عليه، وهذا من خلال قول الفرد المسلم على سبيل المثال: “اللَّهُمَّ إني أسأله أن تدوم عليَّ صحة سمعي وبصري في حياتي، واجعلني يا الله أن أستعين بهما على أداء الطاعات والعبادات“، وغيرها من الصيغ الأخرى.

ومن الممكن أن يدعو الفرد المسلم الله تبارك وتعالى بتلك الأدعية التي تتضمن على الصحة والعافية ودوامها، وهذا كأن يقول مثلاً “اللَّهُمَّ متعني بصحتي وعافيتي“، وغيرها العديد من الأدعية التي يكون مضمونها هو دوام صحة السمع والبصر والتي تعتبر من الجسد وعافيته الكاملة.

المصدر: كتاب الرقية الشرعية من الكتاب والسنة النبوية، محمد بن يوسف الجوراني، 2006. أدعية وأذكار: سلسلة العلوم الإسلامية، دار المنهل ناشرون وموزعون. فقه الأدعية والأذكار: عبدالرازق بن عبد المحسن، 1999. المأثورات، حسن البنا، 2018.


شارك المقالة: