دعاء الثبات والعزم على الأمور

اقرأ في هذا المقال


يدعو الفرد المسلم الله جلَّ جلاله ويطلب منه ما يشاء ويرغب في تحقيقه وهذا من خلال رفع يديه والسؤال والطلب، حيث يعتبر الدُعاء من أبرز الوسائل والعبادات وأسهلها والتي من خلالها يتقرب الفرد المسلم من الله تبارك وتعالى، ومنها ما هو موجود في القرآن الكريم ومنها ما هو متوافر في سنة سيدنا محمد عليه الصلاة وأتمِّ التسليم ومأثور منه، ومتناقل علن الصحابة رضوان الله تبارك وتعالى عليهم.

ما هي أدعية الثبات والعزم على الأمور

يُحقق الله عزَّ وجل ما يطلب العبد المسلم تلك المطالب عند دُعاء المسلم إمَّا في الحياة الدُنيا وإما يؤجله إلى حياة الآخرة، ويتمنى المسلم من الله جلَّ جلاله أن يُثبته على ما قد يفعل من أمور ويعزم عليها وهذا من خلال قوله العديد من الأدعية المختلفة للثبات والعزم على الأمور المختلفة، وفي هذا المقال سوف نتناول الحديث عن الأدعية التي يمكن أن يقولها الفرد المسلم للثبات والعزم على الأمور المتنوعة.

يقول المسلم لطلب الثبات والعزم على الأمور المتنوعة العديد من الأدعية التي يطلبها ويسألها الله جلَّ جلاله، ومن أهم الأدعية التي يقولها المسلم لتحقيق هذا الطلب على النحو الآتي:

  • أن يقول الفرد المسلم طالباً من الله تبارك وتعالى لتحقيق مطلب العزم على الأمور من خلال دعائه: “اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الثَّبَاتَ فِي الْأَمْرِ، وَالْعَزِيمَةَ عَلَى الرُّشْدِ، وَأَسْأَلُكَ مُوجِبَاتِ رَحْمَتِكَ، وَعَزَائِمَ مَغْفِرَتِكَ، وَأَسْأَلُكَ شُكْرَ نِعْمَتِكَ، وَحُسْنَ عِبَادَتِكَ، وَأَسْأَلُكَ قَلْبَاً سَلِيمَاً، وَلِسَانَاً صَادِقَاً، وَأَسْأَلُكَ مِنْ خَيْرِ مَا تَعْلَمُ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا تَعْلَمُ، وَأَسْتَغْفِرُكَ لِمَا تَعْلَمُ، إِنَّكَ أنْتَ عَلاَّمُ الْغُيُوبِ”.

حيث أنَّ هذا الدُعاء يضمن العديد من الكلمات والمفردات العظيمة والمتنوعة، وله من الفضل العظيم والأهمية الكُبرى، حيث يشتمل هذا الدُعاء على أعظم المطالب التي تخص كل من الدين والدُنيا على حدٍ سواء، كما وأنَّه يحتوي على جوامع الكلم.

ولهذا الأمر فإنَّ سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام قد أمر الصحابي الجليل شداد بن أوس رضوان الله تبارك وتعالى عليه والصحابة رضوان الله عليهم كذلك بأن يُكثروا من قول هذا الدُعاء وترديده على الدوام، حيث قال النبي لشداد: “يا شداد بن أوس، إذا رأيتَ الناس قد اكتنزوا الذهب والفضة فاكنز هؤلاء الكلمات“؛ وهذا لما لهذا الدُعاء من فضل عظيم يعود على الفرد المسلم.

وما يدُّل على أهمية الكلمات التي يحتويها هذا الدُعاء حيث أنَّه في أحد الروايات تقول بأنَّ سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة وأتمِّ التسليم رُددها في صلواته، بمعنى أنَّه كان يُردد هذا الدُعاء في أفضل الأعمال عند الله تبارك وتعالى ألا وهي الصلاة، حيث أن هذا الدُعاء له تلك المنفعة التي لا تنقطع بتاتاً في الحياة الدُنيا ولا حتى في الآخرة، كما قال الله تبارك وتعالى في القرآن الكريم: “الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۖ وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلًا“، سورة الكهف الآية (46).

حيث أنَّ هذا الدُعاء متضمن على الكثير من الأهداف والمقاصد المتنوعة ومن بين تلك المقاصد هي: طلب العبد من الله جلَّ جلاله بأن يُثبته على الهُدى في كافة الأحوال، إلى جانب طلب التوفيق وهذا لكافة الأعمال الصالحة وهذا على التمام، إضافة إلى طلب الفرد المسلم من الله جلَّ جلاله إصلاح أعمال القلب وكل الأركان، ويتضمن هذا الدُعاء أيضاً على شكر العبد وحمده في كافة الأحوال وهذا في الليل والنهار، وطلب العبد أن يُسلمه وهذا من كل شرور الأقدار وشرور البشر وغيرها من الشرور المتنوعة.

  • أن يقول المسلم طالباً من الله تبارك وتعالى الثبات والعزم على الأمور المختلفة: “اللَّهُمَّ إنِّي أسألك الثبات على أموري كُلِها“.

ونود التنبيه إلى أنَّ العبد المسلم لا يُشترط عليه بتاتاً أن يدعو الله جلَّ جلاله أن يدعو بتلك الأدعية المذكورة آنفاً، لكن من الواجب أن يُضمن ف دُعاءه طلب الفرد من المسلم الثبات والعزم على الأمور المختلفة، فالعبد يطلب من الله تبارك وتعالى العون منه تبارك وتعالى على الدوام، فبدون الله تعالى لا يستطيع العبد أن يحقق ما يريد من أمور ويتمنى تحقيقها كذلك.

فيجب على العبد أن يطلب من الله جلَّ جلاله الثبات على الأمور المختلفة التي قد تواجهه في حياته الدُنيا على الدوام، وحثَّنا سيدنا محمد عليه السلام على طلب الثبات والعزم على الأمور المتنوعة، وينبغي على المسلم أن يُطيع الله ورسوله، حيث قال سيدنا محمد عليه السلام في خطبته: “من يطع اللَّه ورسوله فقد رشد، ومن يعصي اللَّه ورسوله فقد غوى“.


شارك المقالة: