معنى دعاء رب أدخلني مدخل صدق وأخرجني مخرج صدق

اقرأ في هذا المقال


يتقرب العبد المسلم من خالقه جلَّ جلاله في كافة الأحوال التي يَمرّ بها في حياته، سواء كان ذلك عملياً أم بالنسبة للحياة الشخصية، ويطلب المسلم منه ما يرجو أن يُحققه له إمَّا عبادةً أو لنيل المطالب المختلفة.

ما معنى دعاء رب أدخلني مدخل صدق وأخرجني مخرج صدق

يقول الله تبارك وتعالى في محكم التنزيل: “وَقُل رَّبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ وَاجْعَل لِّي مِن لَّدُنكَ سُلْطَانًا نَّصِيرًا“، سورة الإسراء الآية: (80).

تنوعت آراء أهل التفسير فيما يتعلق بهذا الدُعاء الذي أمر الله تبارك وتعالى سيدنا محمد صلَّى الله عليه وسلَّم أن يقوله، حيث اختلفوا في مفهوم مدخل الصدق ومخرج الصدق، فقال البعض من أهل التفسير: أنَّ مدخل الصدق هو دخول سيدنا محمد صلَّ الله عليه وسلَّم إلى المدينة المنورة، وهذا عندما جاء من مكَّة إليها مهاجراً.

أمَّا بالنسبة لمخرج الصدق الذي أمر الله جلَّ جلاله نبيه بالخروج منه هو خروجه مهاجراً من مكَّة المكرمة أرضه وموطنه والهجرة إلى المدينة المنورة، وفي رواية عن الصحابي الجليل عبد الله بن عبَّاس حبر الأمة يقول أنَّ سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام كان بمكة المكرمة، ثمَّ أمر بالهجرة، فحينها أنزل الله جلَّ جلاله قوله: “وَقُلْ رَبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ وَاجْعَلْ لِي مِنْ لَدُنْكَ سُلْطَانًا نَصِيرًا“.

ورواية أخرى يقول بها عبدالله بن عباس رضي الله عنه: “ وَقُلْ رَبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ وَاجْعَلْ لِي مِنْ لَدُنْكَ سُلْطَانًا نَصِيرًا: ومعنى ذلك هو: ربِّ أمتني إماتة صدق، وأخرجني بعد الممات من قبري يوم القيامة مُخرج صدق.

وقال آخرون مفسرين للآية السابقة هو: أدخلني في الأمر الذي بعثتني به يا الله فيما يخص أمر النبوة مدْخل صدق، وأخرجني منه مخْرَج صدق، والدليل على ذلك هو الرواية: “حدثني محمد بن عمرو، قال: “ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد “أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ” قال: فيما أرسلتني به من أمرك “وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ”.

ويقول آخرون أنَّ تأويل الآية هو أن يُدخله الله في الجنة “هذا فيما يخص أدخلني مُدخل صدق”، والخروج الصادق هو الخروج من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة.

  • “مخرج صدق”: أي اخرجني من الدنيا إلى الآخرة على خير وسلامة.
  • “سلطانًا نصيرًا”: أي اجعل لي حجة قوية ونصيرًا يدافع عني.

تفسير دعاء “رب أدخلني مدخل صدق وأخرجني مخرج صدق”

ويمكن تفسير معناه على النحو التالي:

1. طلب العون من الله تعالى لبدء وإنهاء كل أمر بخير وصدق:

  • يدعو المسلم الله تعالى أن يوفقه في كل ما يبدأ به من أعمال وأقوال.
  • يرجو المسلم من الله تعالى أن يختتم كل ما يبدأ به من أعمال وأقوال بخير ونجاح.
  • يُعبّر هذا الدعاء عن إيمان المسلم بأن الله تعالى هو وحده القادر على التوفيق والنجاح.

2. طلب العيش حياة كريمة ومليئة بالصدق:

  • يدعو المسلم الله تعالى أن يرزقه حياة كريمة بعيدة عن الكذب والخداع.
  • يرجو المسلم من الله تعالى أن يمُنّ عليه بالصدق في كل أقواله وأفعاله.
  • يُعبّر هذا الدعاء عن رغبة المسلم في أن يكون شخصًا صادقًا في كل تعاملاته.

3. طلب الحماية من الله تعالى من الوقوع في الخطيئة:

  • يدعو المسلم الله تعالى أن يحميه من الوقوع في المعاصي والذنوب.
  • يرجو المسلم من الله تعالى أن يوفقه إلى فعل الخير واجتناب الشر.
  • يُعبّر هذا الدعاء عن إيمان المسلم بأن الله تعالى هو وحده القادر على حمايته من الخطيئة.

فضل دعاء “رب أدخلني مدخل صدق وأخرجني مخرج صدق”

  • ورد هذا الدعاء في القرآن الكريم في سورة الإسراء.
  • حثّ النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه على الدعاء به.
  • يُعدّ هذا الدعاء من الأدعية المستجابة بإذن الله تعالى.

كيف ندعو بدعاء “رب أدخلني مدخل صدق وأخرجني مخرج صدق”

  • يمكننا الدعاء بهذا الدعاء في أي وقت.
  • يُستحب الدعاء به في صلاة الاستخارة.
  • يُستحب الدعاء به في صلاة الوتر.

ختامًا، فإن دعاء “رب أدخلني مدخل صدق وأخرجني مخرج صدق” هو دعاء عظيم يُعبّر عن إيماننا بالله تعالى ورجائنا في رحمته.


شارك المقالة: