يقول الله تبارك وتعالى في محكم التنزيل: “وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا“، سورة مريم: الآية (31)، فما المقصود بالبركة وما معنى قول المسلم هذا الدُعاء وما هو فضله؟
ما معنى قول المسلم دعاء واجعلني مباركا أين ما كنت
حثَّ الدين الإسلامي الحنيف الفرد العبد المسلم على الإكثار من أداء عبادة الدُعاء؛ لِما لها من الفضل العظيم الذي يعود على الداعي بإذنه تبارك وتعالى، وتوافرت الكثير من الأدلَّة الشرعية من الكتاب والسنة النبوية المطهرة التي تُبين فضل قيام المسلم بعبادة الدُعاء.
وأجمع الفقهاء والمفسرين لمعنى البركة في آية: وجعلني مُباركاً أينما كُنت وأوصاني بالصلاة والزكاة ما دُمتُ حياً، ألا وهي العمل بالأمر بالمعروف إلى جانب النهي عن المُنكر، في أي مكان يكون به العبد، ومعنى قول المسلم هذا الدُعاء المُبارك أنَّه يا الله اجعلني على الدوام آمر بما أمرت به وأنهي عمّا نهيت عنه، والبركة هي من الكثرة والبناء والنماء كذلك.
ولهذا الدُعاء الكثير من الفضائل والآثار التي تعود على الفرد المسلم، حيث أنَّه عندما يقول الفرد المسلم هذا الدُعاء باستمرار فإنَّه به سوف يحصل على خيري الدُنيا والآخرة، ويحصل على رضا الرحمن جلَّ جلاله، والفوز بالدرجات العُليا أي الجنة بإذنه تبارك وتعالى.
ومعنى قول المسلم: “وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنتُ”، هي اجعلني نفَّاعاً، واجعلني يا الله عظيم وكبير المنفعة للغير أينما كُنت وحيثما توجهت، والدعوة إليه جلَّ جلاله، وحث الناس على البعد عن النواهي، إلى جانب النهي التام عن الشر وارتكابه، والدعوة إليه تبارك وتعالى في كافة أقوال المسلم وفي كافة أفعاله، وأنَّ كل شخص يُخالطه ويجتمع به تعمُّ عليه البركة والخير كذلك.
وبناء على ما تقدَّم فإنَّ الدُعاء للنفس بالخير والبركة والنماء والبناء من أفضل الأدعية التي يمكن للعبد الفرد المسلم أن يدعو بها الله تبارك وتعالى، والدعاء بالبركة هو بمعنى أن يكون المسلم نافعاً للغير ومُعلِّماً لهم، ويبارك بهذا الله تبارك وتعالى كل ما يفعله المسلم ويقوم به أو يقوله ويتفوه به في كل الأزمنة والأماكن، والتوجه بالدُعاء السابق هو من أفضل الأدعية التي يمكن أن يدعو بها المسلم الله تعالى؛ لأنَّه من الأدعية المذكورة في القرآن الكريم.