دور علماء العقيدة الإسلامية في إظهار عجائب صنع الله

اقرأ في هذا المقال


ما زال أهل العلم في الإسلام يبحثون ويدرسون في قدرات الله تعالى، وعجائب صنعه سبحانه وتعالى في خلق الكون، ويتخذون من هذه البحوث والدراسات عظة لأنفسهم ولغيرهم، وقد توصلوا إلى الكثير من الأدلة في هذا المجال، فقد خلق الله تعالى الخلق، وأعطاه ما يتلائم مع حياته، وما يساعده في صلاح حاله، وسنرى في هذا المقال بعض النماذج التي بيّنها العلماء لتكون دليلاً على عجائب صنع الله تعالى في الخلق.

نماذج عجائب صنع الله تعالى في خلقه:

تكون الأجسام من الخلايا وانقسامها:

أثبت العلماء أن أجسام المخلوقات تتكون من مجموعات كبيرة من الخلايا، وهي وحدات صغيرة الحجم، لا ترى بالعين المجردة، وتظهر للعلماء من خلال أجهزة التكبير، كأنها أحجار مبنية تتشكل حتى تعطي الشكل الذي نراه للمخلوقات، كما تنقسم هذه الخلايا وتتجدد، ليبقى الكائن على قيد الحياة، فكل وحدة من هذه الخلايا تحتوي على مكونات داخلية أيضاً، تنقسم داخل الخلية ليحدث انقسام للخلية الأصلية، وينتج منها خلية جديدة، وهكذا.

وهذا العمل لا يقدر على فعله إنسان، مهما كانت قدراته العقلية والجسدية كبيرة، فهو عمل يحتاج لخالق عليم قدير حكيم، وكانت هذه المعلومة من أكبر النماذج التي دلت على عجائب صنع الله تعالى في خلق الكون.

مقاومة الأحياء لعوامل الفناء:

ومن العجائب التي دلت على بديع صنع الله تعالى، جعل صفة مقاومة الفناء من الصفات المشتركة بين جميع الكائنات الحية، فيُريد الله عز وجل البقاء والحياة للكائنات، لذلك جعل فيها صفة القدرة على مقاومة أي عوامل أو آفات، تؤدي لفنائها أو انقراض جنسها.

مثل مقاومة الكائنات الحية لفيروس الإنفلونزا، وخلق وسائل الدفاع داخل أجسامها؛ لتحدي السموم والجراثيم التي تدخلها، وزوّد الله سبحانه وتعالى أجسام الكائنات الحية بما فيها جسم الإنسان، بعوامل التوازن التي تعمل على استمرار وجود أجناسها ومنع انقراضها.

عجائب صنع الله تعالى في هداية النحل والنمل:

من خلال النظر والتمعن في حياة النحل، يجد الباحث أنه هناك ما هو أعجب من العجب، فهو يشكل مملكة محكمة التدبير، ومنظمة في العمل والكسب، فهي حشرات صغير يلهمها الله تعالى أن تبني بيتها بإحكام، بمواصفات تتناسب مع طرق عيشها، وأساليب تدبير حياتها وتجمُّعها، وكل فرد في مملكة النحل له وظيفة محددة، يعرفها ويقوم بها بجد ونشاط مستمر دون كلل أو تعب، فسبحان الله تعالى عما أبدع فيه من خلق.

ومثلها هداية الله تعالى للنمل، وعجائب صنعه فيه، فقد بيّن العلماء أن هداية النمل من أعجب خلقه سبحانه وتعالى، وأنّه شعب منظم، يعيش بنظام وحسن تدبير، لا يعرف الغش والفساد، يمشي في الطريق التي يجد فيها منفعته ومصلحته، يعمل طوال الصيف باحثاً عن قوته ورزقه، ليقتات به في فصل الشتاء، يعرف أين وكيف يبني بيته، ويتعامل مع أعدائه بذكاء وفطنه وحذر.

نماذج أخرى من عجائب صنع الله في الخلق:

وهناك الكثير من النماذج التي بحث فيها العلماء، لإثبات عجائب صنع الله تعالى فيها، نذكر منها ما يلي:

  • هداية الهدهد والحمام، فمن عجائب خلق الله في الهدهد أنه جعله من أهدى الطيور وأبصرها، فهو يعرف بمكان الماء تحت الأرض. وأهدى الله الحمام لحمل الكتب والرسائل، فكانت من أهم وسائل التواصل بين الملوك والحكام قديماً، فضلاً عن هداية الحمام لبناء عشه ووضع البيض، والتناوب في حفظه بين الذكر والأنثى، والاهتمام بإطعام صغارها ورعايتها حتى تتمكن من الطيران والعيش بمفرها.
  • ومن عجائب صنع الله تعالى في الخلق هداية الثعلب، للحصول على طعامه، والقدرة على التخلص من أعدائه.
  • هداية الحيوانات للدفاع نفسها، واتباع عادات خاصة فيما بينها، كالذئاب وطرق تجمعها ومسيرها، ومواجهة أعدائها، ومثلها القرود والأبقار والفئران وغيرها.
  • تعلم الإنسان من الحيوان كانت من أكبر عجائب صنع الله تعالى، التي بينها العلماء، وأثبتوا أنّ الإنسان ممكن له أن يتعلم من الحيوانات، ما ينفعه من العادات في حياته، ويتعلم الصبر والحزم والهداية من الحيوانات التي هداها الله تعالى لذلك، وقد يكون الحيوان أكثر هداية من الإنسان، حيث قال تعالى: “أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلاَّ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلا” سورة الفرقان 44.
  • هداية الله سبحانه وتعالى كافة الأحياء لطرق تكاثرها، والحفاظ على بقائها.
  • هداية الله عز وجل لبعض الكائنات بتعويض ما فقدته من أعضاء جسدها.
  • جعل الله تعالى الكائنات الحية جميعها تتنفس، وجعل لبعضها طرق مختلفة للتنفس.
  • أهدى الله تعالى كل كائن حي لطريقته الخاصة في الحصول على غذائه.
  • يسير الدم في شرايين الكائنات الحية ويدور جميع أجزاء أجسامها، بقدرة خالق عليم حكيم.
  • خلق الحواس عند الكائنات الحية، لتتمكن من إيجاد طعامها، والهروب من عدوها، واختيار ما يُناسبها من الطعام، وأماكن العيش وغيرها.

شارك المقالة: