اقرأ في هذا المقال
- ما هو ذِكر سيدنا يعقوب عليه السلام
- ما مناسبة مناجية سيدنا يعقوب عليه السلام الله عز وجل
- ثمار الصبر على الشدائد
لكل نبي من أنبياء الله تعالى دُعاء قاله من أجل قضاء الرغبات كانت يرغبون في تحقيقها، وفي هذا المقال سوف نتناول ذِكر سيدنا يعقوب عليه الصلاة والسلام، وما هي الفوائد المتحققة من قول الفرد المسلم لذِكر سيدنا يعقوب والفضائل منه.
ما هو ذِكر سيدنا يعقوب عليه السلام
يعتبر الصبر على الشدائد من أبرز فضائل الدين الإسلامي، كما ويعتبر الصبر أحد مفاتيح الفرج، وهذه لا تعتبر فقط عبارة تَرِدُ على ألسنة الناس، فإنَّ الله سُبحانه وتعالى قال في محكم آياته: “إِنِّي جَزَيْتُهُمُ الْيَوْمَ بِمَا صَبَرُوا أَنَّهُمْ هُمُ الْفَائِزُونَ (111)” سورة المؤمنون.
فلم يقل الله تعالى بما صلوا أو حتى بما صاموا أو بما تصدقوا، بل قال بما صبروا؛ وهذا لأنَّ الصبر تُعد عبدة من العبادات التي يؤديها الفرد وهو ينزف أوجاعاً.
وإذا الله سُبحانه وتعالى ابتلى أحد بذريته أو ولده، فحينها يُنادي الملائكة فيقول لهم: “يا ملائكتي قبضتم ولد عبدي، فيردوا عليه بقولهم: نعم يا رب، فيقول الله تعالى: ماذا فعل؟، فيقولوا: حمدك واسترجع وقال إنَّا لله وإنَّا إليه راجعون“.
فإنَّ العبد المؤمن لا بٌدَّ من أن يُقابل القضاء الذي كتبه الله له بالرضا وكذلك بالحمد، كما وأنَّ له ذلك الجزاء العظيم والأجر والثواب في صبره على مُصيبته، والجزاء هذا يتمثل بأن يكون له منزل في الجنة ويُدعى هذا ببيت الحمد.
ودُعاء سيدنا يعقوب عليه الصلاة والسلام وهذا عندما حزن على ابنه النبي يوسف عليه السلام… حيث أنَّ الله عزَّ وجلّ قد أخبر أنَّ سيدنا يعقوب عليه السلام عندما أتاه خبر أكل الذئب لابنه يوسف قال في محكم التنزيل: “وَجَاءُوا عَلَىٰ قَمِيصِهِ بِدَمٍ كَذِبٍ ۚ قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنفُسُكُمْ أَمْرًا ۖ فَصَبْرٌ جَمِيلٌ ۖ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَىٰ مَا تَصِفُونَ (18)، سورة يوسف.
وذكر المعتمر بن سليمان أنَّ سيدنا يعقوب عليه السلام قد لقي رجل فقال له حينها: “يا يعقوب مالي لا أراكَ كما كُنت تكون، قال: طول الزمان وكثرة الأحزان” فلقية لاقً فقال:اللهم أجعل لي من كل ما أهمني وكربني من أمر دُنياي وآخرتي فرجاً ومخرجاً وأغفر لي ذنوبي، وثبت رجاءك في قلبي، وأقطعه ممن سواك؛ حتى لا يكون لي رجاءً إلا إيّاك).
وللصبر أربعة أشكال التي تتجلى به ومن أبرزها: الصبر على البلاء: وهو امتناع الذات عن السخط وكذلك عن الهلع إلى جانب منع النفس عن الجزع.
والنوع الثاني وهو الصبر على النِعم ألا وهو تقييدها بالشكر وكذلك بعدم الطغيان إلى جانب التكبر بها، والنوع الثالث هو الصبر على الطاعة ويُعرَّف على أنَّه المحافظة والدوام على الطاعة، أمَّا بالنسبة للنوع الأخير وهو الصبر على المعاصي ويُعرَّف على أنَّه كفّ الذات وهذا عن المعاصي بأنواعها.
ما مناسبة مناجية سيدنا يعقوب عليه السلام الله عز وجل
عاش سيدنا يعقوب عليه السلام العديد من السنوات التي كان يملأها الحزن وكذلك الأسى على فقدان ابنه يوسف بعدما ذهب مع اخوته وعندما عاد اخوته وهو ليس معهم قالوا له بأنَّه أكله الذئب، ويقول البعض من المفسرين أنَّ تلك السنوات تبلع الأربعون سنة، ومع هذا فإنَّه لم يضجر عليه السلام، ولكنَّه شكى أمره لله عزَّ وجلّ وحده، فدعا الله تعالى وقال: “قَالَ إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ” (86)، سورة يوسف.
ثمار الصبر على الشدائد
أمَّا عن ثمار الصبر فإنَّها تتمثل:
- يُعتبر الصبر على المصائب والشدائد أحد فضائل الدين الإسلامي، كما وأنَّ الصبر هو عبارة عن حبس النفس وهذا عن الاسترسال وهذا في شأن محدد من الشؤون التي من المفروض أن يصبر عليها الفرد، ومن الممكن أن يحصل الفرد على أحد أنواع الصبر وهذا من خلال تأدية فريضة الصيام فإنَّها تُعلِّم الفرد الصبر وهذا على عدم الأكل والشرب لفترة معينة.
- يعتبر الصبر أحد أروع الأخلاق التي قد يتحلى بها الفرد، حيث أنَّ سيدنا يعقوب عليه السلام تحلى بالصبر وهذا عندما فقد ابنه يوسف عليه السلام، وأنَّ نبينا محمد عليه الصلاة ولسلام تحلى بهذا الخُلق الطيب حيث أنَّه كان يصبر على الأذى الذي لحق به من قِبل المشركين.
- يجعل الصبر على البلاء الفرد نفسه مطمئنة ومرتاحة وغير كارهة لما نزل بها من ذلك البلاء، حيث تعمل الابتلاءات على رفع درجات الفرد المسلم وكسبه الحسنات وهذا على ما صبر.
- يعمل الصبر على رضاء الفرد بتقادير الله عزَّ وجل والقضاء، حيث يعمل الصبر بهذا على إزالة الهموم والغموم وهذا من قلب الفرد المسلم.
- يجعل الفرد المسلم مؤمناً باليوم الآخر.
- والصبر من أهم أسباب دخول الفرد الصابر جنات النعيم جنات الله عزَّ وجلّ.
- يقول الفُقهاء بأنَّ الصبر هو عبارة عن نصف الإيمان.