إنَّ الحديثَ النَّبويَّ الشَّريفِ بصَفَتِهِ التَّشريعيَّةِ لقيَ اهْتِماماً كبيراً واسعاً عندَ علماءِ الأمَّةِ منْ زمنِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ بما كانَ عنْدَهمْ منْ مخزونٍ منْ ملازَمَةِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم، الّذينَ نَقَلُوا الحديثَ قبلَ وفاتِهم إلَى التَّابعينَ منْ بَعْدِهمْ ثُمَّ إلى أتْباعِ التَابعينَ مِمَّن جاءَ بعدَهم، وها نَحْنُ نَصِلُ إلى جيلِ أتْباعِ التَّابعينَ الّذينَ كانَ لَهُمُ الفَضْلُ الكبيرُ في هذا العلْم، وقدْ وَصَلْنا إلى دِيارِ الكُوفَةِ بالعِراقِ لَنَكْتُبَ عنِ الرَّاوي زيدِ بنِ الحُبابِ العُكْلِيِّ ، فتعالوا نقْرأُ في سيرَتِهِ معَ الحديثِ النَّبويِّ الشَّريفِ.
نبذة عنْ زيد بن الحباب:
هوَ: الرَّاوِي المُحَدِّثُ، أبو الحسَيْنِ العُكْلِيُّ، زيدُ بنُ الحُبابِ بنِ الرَّيانَ العُكْلِيُّ الخُراسانِيُّ، منْ رواةِ الحديثِ النّبويِّ الشَّريفِ منْ أتباعِ التَّابعين، منْ أهلِ الكُوفَةِ بالعِراقِ، وُلِدَ في العامِ الثَّلاثينَ بعدَ المائَةِ منَ الهِجْرَةِ النَّبويَّةِ الشَّريفَةِ، وكانَ منَ المَعْروفينَ العلماءِ في الكوفَةِ بالحفْظِ والعلْمِ، أدركَ جيلَ التَّابعينَ، وكانتْ وفاتُهُ عليْهِ رَحْمَةُ اللهِ في العامِ الثَّالِثِ بعدَ المائَةِ الثَّانِيَةِ منَ الهِجْرَةِ يرْحَمُهُ اللهُ.
روايته للحديث:
كانَ زيدُ بنُ الحُبابِ منْ رواةِ الحديثِ النَّبويِّ الشَّريفِ منْ أتْباعِ التَّابعينَ، وقدْ روَى الحديثَ منْ طريقِ كثيرٍ منَ الرُّواةِ منْ أمثالِ: عبدِ العَزيزِ بنِ أَبي سَلَمَةَ ومُطيعِ بنِ راشِدٍ ومُعاوِيَةَ بنِ صالِحٍ وكاملِ بنِ العلاءِ الحَمانِيِّ وفليحُ بنُ سُليمانَ ومالِكِ بنِ مِغْوَلٍ وعبدِ الرَّحمنِ بنِ شُريحٍ الإسْكَنْدَرانِيِّ وسُليمانَ بنِ كِنانَةَ وعمَّارِ بنِ رُزَيْقٍ والحُسينِ بنِ واقِدٍ المِروَزِيِّ وغيرِهِمْ يرْحَمُهُمُ الله.
أمَّا منْ رَوَى الحديثَ منْ طَريقِ زيدِ بنِ الحُبابِ العُكْلِيِّ فمنهُم: أبو بكرِ بنُ أبي شَيْبَةَ ومُحَمَّدُ بنُ حاتِمٍ وحَسَنٌ الحُلْوانِيُّ وزُهَيْرُ بنُ حَرْبٍ ومُحَمَّدُ بنُ الفَرَجِ القُرَشِيُّ وعُثْمانُ بنُ أبي شَيْبَةَ ومُحَمَّدُ بنُ رافِعٍ القُشَيْرِيُّ ومُحَمَّدُ بنُ العَلاءِ الهَمَدَانِيُّ وإبْراهيمُ بنُ سعيدٍ الجَوْهريُّ ومُحَمّدُ بنُ سُليمانَ الأَنْبارِيُّ وغيرُهمْ يرْحَمُهُمُ اللهُ.
من رواية زيد بن الحبابِ للحديث:
مِمَّا جاءَ منْ روايَةِ الحديثِ النَّبويِّ الشَّريفِ منْ طريقِ زيْدِ بنِ الحُبابِ العُكْلِيِّ ما أوْرَدَهُ الإمامٌ مُسْلِمُ بنُ الحَجَّاجِ في الصَّحيحِ في كِتابِ الحَجِّ: (( وحدَّثَنِي حَسَنُ بنُ علِيٍّ الحُلْوانِيُّ، حدَّثَنا زيْدُ بنُ الحُبابِ، حدَّثَنِي إِبراهيمُ بنُ نافِعٍ، حدَّثَنِي عبدُ اللهِ بنُ أبي نَجِيحٍ، عنْ مُجاهِدٍ، عنْ عائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عنْها، أنَّها حَاضَتْ بِسَرِفَ، فَتَطَهَّرَتْ بِعَرَفَةَ، فقالَ لَها رسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: ( يُجْزِئُ عنْكِ طَوافُكِ بالصَّفا والمَرْوَة عنْ حَجِّكِ، وعُمْرَتِكِ ). رقمُ الحديثِ 1211/133 ))