في الوقت الذي انتهى النبي فيه من عقد صلح الحديبية على أن يعود في العام القادم، وقعت حينها عدّة حوادث ومنها كانت غزوة خيبر المشهورة.
منطقة خيبر
تقع منطقة خيبر أو مدينة خيبر في الجزء الشمالي من مدينة رسول الله وهي المدينة المنورة، ويعرف عن منطقة خيبر أن هذه المدينة كانت كبيرة وتتمتع بوجود المزارع والحصون فيها، ويعرف عن خيبر أنّها المكان الذي حدثت فيها غزوة خيبر المشهورة، وهي أحدى غزوات الرسول محمد صلى الله عليه وسلم.
وفتحت منطقة خيبر في عهد نبينا محمد في السنة السابعة للهجرة النبوية الشريفة، وقد سُمّيت خيبر بهذا الاسم؛ لأنّ هذه المنطقة تحتوي على الكثير من الحصون. فخيبر تعتبر كلمة يهودية، وتعني هذه الكلمة ( الحصن )، ومدينة خيبر يوجد فيها حصون كثيرة فسُمّيت حينها (بالخيابر).
سبب الغزوة
بعد أن صاب النبي صلى الله عليه وسلم شئ من الاطمئنان من أقوى الأحزاب وعددها الثلاثة، وكان هذا الحزب القوي هي قبيلة قريش، وأمن من قريش وأفعالهم بعد عقد صلح الحديبية، عندها أراد سيدنا محمد أن يتجه لبقية الأفرقة وأن يحاسب بقية الجناحين وهم (اليهود وقبائل نجد)، حتى يعم الأمن والسلام ويسود الهدوء في المنطقة بأكملها، ويبعد المسلمين من الوقوع في صراعات دامية متواصلة، ويكون تفكير المسلمين هو تبليغ رسالة الدين الإسلامي دين الله الصحيح، والسير في الدعوة إليه.
وكانت خيبر حينها هي سبب الوكر والتأمر على النبي والمسلمين، و كانت أيضاً إحدى مراكز الاستفزازات العسكرية، ومنطقة التحرشات وإثارة الحروب الدامية، فكانت خيبر هي الجديرة بأن يلتف النبي والمسلمين إليها أولاً.
ومع ذلك كلّه لم ينسى النبي والمسلمين أنّ أهل خيبر هم الذين قاموا بجمع الأحزاب ضد المسلمين، وكانوا هم سبباً في إثارة بني قريظة من خلال حثهم ومساعدتهم على الغدر والخيانة، وكان لهم دور كبير بقيامهم بالاتصالات بالمنافقين وأيضاً بغطفان والاتصال بأعراب البادية، وقد تجهّز أهل خيبر بأنفسهم للقتال، وكانوا يلعبون دوراً كبيراً في وضع المسلمين في محن متواصلة، حتى وصل بهم لدرجة أنّهم وضعوا خطّة لقتل سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.
وإزاء تلك الأحداث كان لا بدّ للمسلمين من القيام ببعثات متواصلة؛ حتى يتم فتك وقتل جميع الشخصيات التي تتآمر ضد النبي والمسلمين، وكان من هذه الشخصيات ( سلام بن أبي الحقيق ، وأسير بن زارم).
ولكن كان المسلمين يواجهون قوة كبيرة عندما كانت قريش في اتصالات مع اليهود وغيرهم من الأحزاب المعادية، حيث لم تكمن المشكلة في الأحزاب بل في قريش نفسها والتي تشكل قوة كبيرة، ولكن بعد صلح الحديبية انتهت هذه المجابهة أو بالأصح ضعفت قوتهم بعد خروج قريش من دائرة المشاكل بعد صلح الحديبية، وحينها أصبحت هذه الأحزاب ضعيفة من دون قريش، فكان الجو مناسباً حتى يحاسب النبي هؤلاء المجرمين، واقترب لهم يوم يحاسبون فيه على كل ما قاموا به من أفعال أصابت الضرر للمسلمين.