من وصايا سيد الخلق محمد عليه الصلاة وأفضل التسليم:
كان للنبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم العديد من الوصايا والفضائل التي كان يحث الصحابة الكرام رضوان الله عليهم وجميع الناس على قولها وفعلها والقيام بها، لما لتلك الوصايا والفضائل في رفعة الإنسان المسلم في الدنيا والآخرة، ولما لها من نفع كبير وأجر عظيم له.
الجوار من النار:
وكان النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم يوصي بطلب الدعاء من الله تعالى بأن يبعدنا ويجيرنا من النار وخاصة أن ندعوا هذا الدعاء إذا أصبحنا وبعد صلاة المغرب وهو ما ورد عن الحارث بن مسلم التميمي – رضي الله عنه – قال: “قال لي النبي عليه الصلاة والسلام: «إذا صليت الصبح فقل قبل أن تكلم أحدًا من الناس: اللهم أجرني من النار سبع مرات، فإنك إن مت من يومك ذلك كتب لك الله جوارًا من النار، وإذا صليت المغرب فقل قبل أن تكلم أحدًا من الناس: اللهم أجرني من النار سبع مرات، فإنك إن مت من ليلتك كتب الله لك جوارًا من النار»” [رواه النسائي وهذا لفظه].
رجل من أهل الجنة:
وكان من وصايا النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم أنه يوصي بأعمال تدخلنا الجنة وهو ما روي عن أبي هريرة – رضي الله عنه -، أن أعرابيًا أتى النبي – صلى الله عليه وسلم – فقال: “يا رسول الله، دلني على عمل إذا عملته دخلت الجنة، قال: «تعبد الله لا تشرك به شيئًا، وتقيم الصلاة المكتوبة، وتؤتي الزكاة المفروضة، وتصوم رمضان» قال: والذي نفسي بيده لا أزيد على هذا ولا أنقص منه، فلما ولى، قال النبي – صلى الله عليه وسلم -: «من سره أن ينظر إلى رجل من أهل الجنة فلينظر إلى هذا»”. [رواه البخاري ومسلم].
الاقتصاد في العبادة:
وكان النبي الكريم يوصي بإتباع طريقته في العبادة وأن لا يكون الشخص متشدداً فيها بشكل كبير تجعل من العبادة صعبة عليه وتزيد من مشقته، وهو ما روي عن أنس بن مالك – رضي الله عنه – قال: “جاء ثلاثة رهط إلى بيوت أزواج النبي – صلى الله عليه وسلم -، يسألون عن عبادة النبي – صلى الله عليه وسلم -، فلما أخبروا كأنهم تقالوها وقالوا: وأين نحن من النبي – صلى الله عليه وسلم -؟ قد غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر. قال: أحدهم: أما أنا فأصلي الليل أبدًا، وقال الآخر: وأنا أصوم الدهر ولا أفطر، وقال الآخر: وأنا أعتزل الناس فلا أتزوج النساء أبدًا، فجاء رسول الله – صلى الله عليه وسلم – إليهم فقال: «أنتم الذين قلتم كذا وكذا؟! أما والله إني لأخشاكم لله وأتقاكم له، ولكني أصوم وأفطر، وأصلي وأرقد، وأتزوج النساء، فمن رغب عن سنتي فليس مني»”. [متفق عليه]
دعاء لتفريج الهم والغم بإذن الله:
وكان النبي يعلم الناس أدعية تبعد عنهم الهم والحزن والغم بإذن الله سبحانه وتعالى وعن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كَانَ يَقُولُ عِنْدَ الكَرْبِ: ((لاَ إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ العَظِيمُ الحَلِيمُ، لاَ إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ رَبُّ العَرْشِ العَظِيمِ، لاَ إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ رَبُّ السَّمَوَاتِ وَرَبُّ الأَرْضِ، وَرَبُّ العَرْشِ الكَرِيمِ))
كثرة السجود يدخلك الجنة:
وكان النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم يوصي بكثرة السجود فهي تدخل الجنة وهو ما روي عن أبي ربيعة عن كعب الأسلمي – رضي الله عنه – خادم رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ومن أهل الصفة قال: “كنت أبيت مع رسول الله – صلى الله عليه وسلم – فآتيه بوضوئه وحاجته، فقال لي: «سلني» فقلت: أسألك مرافقتك في الجنة؟ فقال: «أو غير ذلك» قلت هو ذاك قال: «فأعني على نفسك بكثرة السجود»”. [رواه مسلم]
في إطعام الطعام وإفشاء السلام وقيام الليل:
وكان سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم يوصي بإطعام الطعام وقيام الليل وإفشاء السلام وهو ما روي عن أبي هريرة – رضي الله عنه – قال: “قلت: يا رسول الله، إني إذا رأيتك طابت نفسي، وقرت عيني، أنبئني عن كل شيء. قال: «كل شيء خلق من الماء» فقلت: أخبرني بشيء إذا عملته دخلت الجنة؟ قال: «أطعم الطعام، وأفش السلام، وصل الأرحام، وصلِّ بالليل والناس نيام، تدخل الجنة بسلام»”[رواه أحمد وابن أبي الدنيا وابن حبان في صحيحه واللفظ له]
ومن الأحاديث التي يتحدث فيها النبي عن أجر إطعام الطعام وإفشاء السلام وقيام الليل وهو ما روي عن أبي مالك الأشعري – رضي الله عنه – عن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال: “«إن في الجنة غرفًا يرى ظاهرها من باطنها، وباطنها من ظاهرها، أعدها الله لمن أطعم الطعام، وأفشى السلام وصلى بالليل والناس نيام»”. [رواه ابن حبان في صحيحه].
وعن مدى أجر قيام الليل هو ما وصى به سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وهو ما روي عن جابر – رضي الله عنه – قال: “سمعت رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يقول: «إن في الليل لساعة لا يوافقها رجل مسلم يسأل الله خيرًا من أمر الدنيا والآخرة إلا أعطاه إياه وذلك كل ليلة»”. [رواه مسلم].
وكان النبي يوصي بأهمية قيام الليل لما فيه من أجر ومغفرة للعبد وهو ما روي عن الطبراني في الكبير عن أبي مالك الأشعري – رضي الله عنه – قال: “قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: «ما من رجل يستيقظ من الليل فيوقظ امرأته، فإن غلبها النوم نضح في وجهها الماء، فيقومان في بيتهما فيذكران الله عز وجل ساعة في الليل إلّا غفر لهما»”.
ومن الأحاديث أيضاً هو ما روي عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: “أمرنا رسول الله – صلى الله عليه وسلم – بصلاة الليل ورغب فيها حتى قال: «عليكم بصلاة الليل ولو ركعة»”. [رواه الطبراني في الكبير والأوسط].