سرية عيينة بن حصن الفزاری
في شهر محرم من السنة التاسعة للهجرة النبوية الشريفة أرسل سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم الصحابي عيينة بن حصن إلى قبيلة بني تميم، وكان مع عيينة بن حصن خمسين فارساً من المسليمن، لم يكن فيهم من المهاجرين ولا حتى من الأنصار.
سبب السرية
وكان سبب تلك السرية هو أن بني تميم كانوا قد أغروا القبائل ومنعوهم أيضاً عن أداء الجزية، عندها خرج الصحابي عيينة بن حصن يمشي في الليل، ويكمن في النهار، حتى هجم وأغار عليهم في الصحراء، حينها ولی وهرب القوم مدبرین ، وأخذ عيينة بن حصن منهم أحد عشر رجلاً وإحدى وعشرين امرأة وثلاثين صبياً، حيث ساق بهم إلى المدينة المنورة، عندها أنزلوا في بيت رملة بنت الحارث .
وبعد ذلك جاء إلى المدينة المنورة وفد مكون من عشرة من رؤسائهم وزعماء بني تميم، فأتوا إلى باب بيت النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وبعد ذلك نادوا: (يا محمد اخرج إلينا)، فخرج النبي عليه الصلاة والسلام إليهم، فتعلقوا بالنبي، وأصبحوا يكلمون النبي، فوقف النبي معهم، وبعد ذلك انصرف النبي حتى يصلي بالناس صلاة الظهر، ومن ثمّ جلس النبي في صحن المسجد، فأظهر الوفد رغبتهم في المفاخرة والمباهاة أمام النبي، حيث جاؤوا بخطيبهم اسمه عطارد بن حاجب، وبعد ذلك تكلم عطارد، لكن أمر رسول الله أنه يكون هناك رد فأمر النبي الصحابي ثابت بن قيس بن شماس، وثابت هو خطيب الإسلام (خطيب النبي)، عندها رد ثابت بن قيس عليهم وأجابهم، وبعد ذلك قدموا بشاعرهم وهو الزبرقان بن بدر، فأنشدوا وكانوا مفاخرين فيه، لكن كان الرّد من حسان بن ثابت وهو شاعر الإسلام (شاعر النبي) فأجابهم حسان بن ثابت على البديهة .
وعندما انتهى الخطيبان والشاعران من المواجهات الشعرية والخطابية قال رجل اسمه الأقرع بن حابس: “خطيبه أخطب من خطيبنا، وشاعره أشعر من شاعرنا، وأصواتهم أعلى من أصواتنا، وأقوالهم أعلى من أقوالنا”، ومن ثمّ أسلم كل الوفد، فأجازهم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم حتى أحسن جوائزهم ، وبعد ذلك رد النبي عليهم نساءهم وأبناءهم.