سعيد بن أبي مريم والرواية

اقرأ في هذا المقال



إنَّ الحديثَ النَّبويَّ الشَّريفَ هو المصْدَرُ الثَّانِي في التَشريعِ، لذلكَ كانتْ لَهُ أهميَّتُهُ عندَ علماءِ هذهِ الأمَّةِ على مرِّ العًصورِ منْ زمنِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم، وقدْ تواتَرَتِ الأمَّةِ في نَقلِهِ منْ جيلٍ إلى جيلِ حتَّى وصلَ إلَيْنا بِشَكْلِه وهيئَتِه في كتبِ الحديثِ والمُصَنَّفاتِ، وكانَ لكلِّ جيلٍ فضلُهُ في هذا العلْمِ وروايتهِ، وها نحنُ نَصِلُ في البَحْثِ في هذا العلمِ إلى رواةِ الحديثِ النَّبويِّ منْ جيلِ أتْباع التًّابعينَ وأتْباعِهم، وسنكتُبُ عنِ الرَّاوي سَعيدِ بنِ أبي مريمَ فتعالوا مَعَنا نقْرأُ في سيرَتِهِ معَ الحديثِ النَّبويِّ الشَّريفِ.

نبذة عن سعيد بن أبي مريم:

هوَ: الرَّاوي المُحَدِّثُ، أبُو مُحَمَّدٍ، سعيدُ بنُ الحَكَمِ بنِ مُحمَّدٍ الجَمْحِيُّ، والمعروفِ باسْمِه في الرِّواية بِ ( سعيدِ بنِ أبي مَريَمَ )، منْ رواةِ الحديثِ النَّبويِّ الشَّريفِ منْ ِ أتْباعِ التَّابعينَ وقيلَ أنّه منَ الأتْباعِ للتَّبَعِ، منْ أهلِ مصرَ، ولِدَ في العامِ الرَّابِعِ وَالأربَعينَ بعدَ المائَةِ منَ الهِجْرَةِ النَّبويَّةِ الشّريفةِ، وعُرِفَ بِكَثْرَةِ الرِّوايَةِ للحديثِ النَّبويِّ بينَ أقرانِهِ منِ الأتْباعِ، وكانتْ وفاتُهُ رَحِمَهُ اللهُ في العامِ الرَّابِعِ والعِشْرينَ بعدَ المائَةِ الثَّانِيَةِ منَ الهِجْرَةِ النَّبويَّةِ.

روايته للحديثِ:

كانَ سعيدُ بنُ أبي مريمَ منْ رواةِ الحديثِ منْ جيل أتباعِ التَّابعينَ ومنْهمْ منْ صنَّفَهُ منْ تبعِ الأتْباعِ، وقدْ روَى الحديثَ عنْ كثيرٍ منَ المُحَدِّثينَ منْ أمثالِ: نافِعِ بنِ عُمَرَ ومُحَمَّدِ بنِ جَعْفَرٍ ومُحَمَّدِ بنِ مُطَرِّفٍ العسْقلانِيِّ وعبدُ اللهِ بنِ وهبٍ وإبْراهيمُ بنُ سُويْدٍ وعبدِ العَزيزِ بنِ أبي حازِمٍ واللَّيْثِ بنِ سَعْدٍ والمُغيرَةِ بنِ عبدِ الرَّحمنِ الأسَدِيِّ وغيرِهم يرْحَمُهُمُ اللهُ جميعاً.

أمَّا منْ رَوَى الحديثَ منْ طريقِ سعيدِ بنِ أبي مريمَ فمنْهُم: مُحمَّدُ بنُ إسْماعيلَ البُخارِيُّ وحَسَنُ بنُ عليٍّ الحُلْوانِيُّ وأبو بكرِ بنُ إسْحاقَ وحُمَيْدُ بنُ زَنْجُويَهِ النَّسَائِيُّ ومُحَمَّدُ بنُ عَوفٍ الطَّائِيُّ وأحْمَدُ بنُ الحَسَنِ التِّرمِذيُّ ومُحَمَّدُ بنُ يحْيَى النَّيسابوريُّ وغيرِهم يرحَمُهُمُ اللهُ جميعاً.

من رواية سعيد بن أبي مريم للحديث:

مِمَّا جاءَ منْ روايةِ الحديثِ منْ طريقِ سعيدِ بنِ أبي مريمَ ما أورَدَهُ الإمامُ مُحَمَّدُ بنُ إسْماعيلَ البُخارِيُّ يرْحَمُهُ اللهُ في الصَّحيحِ في كِتابِ الجَنائِزِ: (( حدَّثَنا سِعيدُ بنُ أبي مَرْيَمَ، حدَّثَنا مُحَمَّدُ بنُ جَعْفَرٍ، قالَ: أخْبَرَنِي هِشامٌ، عنْ أَبيهِ، عنْ عائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عنْها أنَّ رَجُلاً قالَ للنَّبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: إنَّ أُمِّي افْتُلِتَتْ نَفْسُها، وأَظُنُّها لوْ تَكَلَّمَتْ تَصَدَّقَتْ، فَهَلْ لَهَا أجْرٌ إنْ تَصَدَّقْتُ عنْها؟ قالَ: (نَعَمْ). رقمُ الحديثِ 1388 )).


شارك المقالة: