سعيد بن جبير والرواية

اقرأ في هذا المقال


لقد كان للحديث النّبويِّ الشّريفِ مكانةً عند أمّة الإسلام، لأنّه المصدرُ الثّاني في التّشريع الإسلاميّ، وقد كان الحديث النّبويّ حاملاً لكل توضيح لرسول الله صلّى الله عليه وسلّم الّذي ما ترك صغيرة ولا كبيرةً إلّا بيَّنَها للناس قبل وفاته، فحملها الصّحابة من بعده إلى كل الأجيال من بعدهم، وكان للتّابعين الّذين جاؤوا بعد الصّحابة رحلةٌ طويلةٌ في الرّواية وخرج منهم محدّثون لا زالت كتبُ الحديث زاخرةً بأسمائِهم، ومن الرّواة التّابعينَ منْ سنتكلّم عنه في هذه السّطور، إنّه المحدّث الفقيه سَعِيدُ بنُ جُبَيْرٍ فتعالوا نقرأ في سيرته.

نبذة عن سعيد بن جبير

هو التّابعيّ الجليلُ، أبو محمَّد، سعيدُ بنُ جُبَيْرٍ بنُ هشام الأسْديٌّ، من الفقهاء المحدّثين، كانت ولادته في العام الثّامن والأربعين من الهجرة، سكن المدينة المنوّرةَ وأخذ من علمائِها الصّحابة الكثير، واشْتهر بالتّفسير أيضاً ، وكان ممّن شهد له علماءالصّحابة بالحفظ والرّواية وروي أنّه قٌتِل على يد الحجّاج بن يوسف الثّقَفيِّ لخروجه على خلافة بني أمَيّةَ وكان استشهاده في العام الخامس والتّسعين من الهجرة النّبويّة الشّريفة.

روايته للحديث

كان التّابعيّ سعيدُ بنُ جبيرٍ من رواة الحديث النّبويّ الشريف، وقد روى عن الصّحابة الأجلاء كعبدالله بن عبّاس وأبي موسى الأشعريّ وأمّ المؤمنين عائشة بنتِ أبي بكرٍ وأبي هريرة وأنسِ بنِ مالك وعبداللهِ بنِ الزّبير وعبدِالله بنِ عمر وغيرهم رضي الله عنهم وقد روى عنه كثير من الرّواة المحدّثين من التّابعين كموسى بن أبي عائشة وغيره رحمه الله وكان من أهل الثّقة في الرّواية وروى له كثير من جماعة الحديث.

من رواية سعيد بن جبير للحديث

ممّا ورد من رواية الحديث النّبويّ الشّريف من طريق سّعيد بنِ جُبَيْرٍ ما أورده الإمام مسلم في صحيحه: ((حدّثنا جرير بنُ عبدِالحميدِ عن موسى بنِ أبي عائشة عن سعيدِ بنِ جُبَيْرٍ عن ابنِ عبّاسٍ في قوله: (لا تُحَرِّكْ بِهِ لِسانَكَ )قال كان النّبيُّ صلّى الله عليه وسلّم إذا نَزَل عليهِ جبريلُ بالوَحيِ كان ممّا يُحَرِّكُ بهِ لِسانَهُ وشَفَتَيْهِ فَيَشْتَدُّ عليهِ فكانَ ذلكَ يُعْرَفُ مِنْهُ فأنْزَلَ اللهُ تعالى ( لا تُحَرِّكْ بِهِ لِسانَكَِ لِتَعْجَل به ) أخْذَهُ ( إنّ علينا جَمْعَهُ وقرآنَهُ ) إنّ علينا أنْ نَجْمَعَهُ في صَدْرِكَ وقرآنَهُ فَتَقْرأَه ( فإذا قرأناهُ فاتَّبِعْ قرآنَهُ ) قال أنْزَلْناهُ فاسْتَمِعْ لَهُ ( إنَّ علينا بَيانَهُ ) أنْ نُبَيِّنَهُ بِلِسانِك فكانَ إذا أتاهُ جبريلُ أطْرَقَ فإذا ذَهَبَ قرأَهُ َكما وَعَدَه اللهُ ))من كتاب الصّلاة، رقم الحديث 147/448.


شارك المقالة: