سيرة النبي قبل الإسلام

اقرأ في هذا المقال


كانت سيرة سيدنا محمد صلى الله عليه قبل بعثته سيرة عطرة، يشهد لها الجميع من قومه وأهله، فكان جمال الأخلاق والخلق يزين النبي عليه الصلاة والسلام في كلامه ومشيته ومظهره حتى في أيِّ شي كان متصفاً بالأخلاق عليه السلام، فكان خُلقُهُ معروفاً بين أرجاء قومه وصيته عالٍ.

سيرة سيد الخلق قبل البعثة

ولد سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام يتيماً فكان يسترضع في بني سعد من مرضعته حليمة السعدية، ولم يرث من والده شيئاً قط، ولمَّا بلغ من العمر ما يكون به قادراً على العمل أصبح يرعى الغنم مع إخوته من الرَّضاعة، فكان يرعى في البادية عليه الصلاة والسلام وأيضاً عندما عاد إلى مكة المكرمة كان يرعاها لأهل مكة المكرمة على بعضٍ من القراريطِ يدفعونها إليه، ولكنَّهُ عليه الصلاة والسلام جمعَ كل الخير في طبقات الناس من ميزات، فكان ذا رفعة من الفكرالصحيح وصاحب النظر في الطريق السليم، فنال عليه الصلاة والسلام الحظ الوفير من الفطنة الحسنة وتميّز بالفطرةِ الصافيةِ والقلب النقي، فكان عليه الصلاة والسلام بعيداً كلَّ البعد عن خرافاتِ وعاداتِ الناس السيئة ولم ينل منها أيّ نصيب أبداً، فلم يشربِ الخمر ولم يأكل ممَّا كانوا يذبحون على النصب، ولم يقدم للأوثان عيداً أو احتفالاً،عليه الصلاة والسلام على عكس ذلك تماماً كان ينفر من هذه العبادات، حيث كان يكرهُ سماعَ الحلف باللات والعُزَّى وغيرها من الأوثان والأصنام التي لا تضر ولا تنفع التي كان أهل مكة يتقربون بها إلى الله زلفا ويعبدونها من دون الله .

وكان سيدنا محمد أفضل القوم مروءةً، وأكرم الناس مخالطةً، وعُرفَ بخيرِ الجوار وأعظمَ قومهِ حِلماً وكان أصدق الناس حديثاً وأمانةً، فسمّوا النبيّ عليه الصلاة والسلام ب” الصادق الأمين ” وجمع الله فيهِ الأمور السديدةَ الصحيحةَ والصّالحة والحميدة من الصبرِ والشكرِ والتواضعِ والعدلِ والجودِ والعفةِ والحياءِ والشجاعةِ والكثير من الخصال الكريمة .
لقد كانت سيرة أشرف الخلق عليه الصلاة والسلام سيرةً عطرةَ خاليةً من مشاكل الناس أو أقوال تسيء من شخصهِ عليه الصلاة والسلام، سيرة نقيةً من أيّ شوائب أو إساءات، وكان ذلك بشهادة قومة كلهم على ما كان للنبي عليه الصلاة والسلام من مكانةٍ عندهم، لمّا شاهدوا من النَّبي من تصرفات تجبرهم على قول ذلك في حق النبي عليه السلام، فوصفهم له بالصادق الأمين ما كان ذلك من فراغ بل من تجربة واقعية لقوم النبي عليه السلام مع النبي الكريم فشهد له بذلك جميع الناس.
وكان للنبي عليه الصلاة والسلام أسلوب خاص به، فكان كلام النبي هيناً ليناً لطيفاً خفيفاً، يتَّصف بالهدوء وطريقة الكلام الرائعة الصادقة الجذّابة، فكان هذا الأسلوب من الأمور التي جعلت النّبي عليه الصلاة والسلام صادقاً ووملوكاً في قلوب الناس، وما كان ذلك فقط بشهادة الناس بل كانت أيضاً هناك شهادة ربانية وذلك بقوله عز وجل في كتابه العزيز: ( فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ لِنتَ لَهُمْ ۖ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ ۖ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ ۖ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ ) صدق الله العظيم -آل عمران-، وهذه الآيه هي دليل قاطع على حسن كلام النبي عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم، ولو كانت صفات النبي عليه السلام عكس ذلك لهرب الناس من كلامه وما صدقوه، وما كان للدعوة أن تنتشر إلّا بالأسلوب الصحيح المقنع.

تعامل عبد المطلب مع النبي

وعندما عاد عبد المطلب إلى مكّة بالنبي عليه الصلاة والسلام، وكان ممتلئاً بمشاعر الحنان والمحبة تيحط فؤادهُ نحو حفيده اليتيم ، فكان يرقّ عليه رقّة لم يرقها على أيِّ أحد من أولاده، فكان لا يَدَعُ النبي عليه السلام لوحدتهِ المفروضة، بل يفضّلهُ على أولادهِ ، حتى قال ابن هشام : (كان يوضعُ لعبد المطلب فراش في ظلِّ الكعبة، فكان بنوهُ يجلسون حول ذلك الفراش، حتى يخرج َإليه، لا يجلس عليه أحد من بنيه إجلالاً وتكريماً له، فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأتي وهو غلام حتى يجلس عليه، فيأخذه أعمامه ليؤخروه (ليُبِعدوهُ) عنهُ، فيقول عبد المطلب عندما يرى ذلك منهم : (دعوا ابني هذا، فوالله إنّ له لشاناً) ،ثم يجلس معهُ على فراشهِ ، ويمسحُ ظهرهُ بيدهِ، ويفرحهُ ما يراهُ يصنع عليه الصلاة والسلام .


شارك المقالة: