سير غزوة النبي محمد صلى الله عليه وسلم مع يهود بني قينقاع وطبيعة الفتح

اقرأ في هذا المقال


كيف كان سير غزوة النبي محمد صلى الله عليه وسلم مع يهود بني قينقاع؟

لقد تحدثت العديد من المصادر الإسلامية على اختلاف أنواعها عن شـكل ومضمون الإدارة الإسـلامية للبلاد التي تم فتحها، وكان ذلك من خلال الحديث عن طبيعة ذلك الفتح لكل بلد من البلاد أو في كل منطقة من المناطق المفتوحة، إن كان ذلك الفتح صلحاً من دون قتال أو كان ذلك الفتح عنوة من خلال وجود القتال، ويعني بمعنى آخر إن كانت تلك الأراضي لم تكن فيئاً للمسلمين في حالة الصلح أو كانت غنيمة وفيئاً لجيش المسلمين في حالة العنوة.

وقد استشهدت تلك المصادر الإسلامية بما قام به الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم من إجراءات في فتوحاته الإسلامية، حيث أكثر أن ما يلفت النظر في تلك الفتوحات الإسلامية ما قام به من إجراءات في أراضي اليهود وفي ممتلاكتهم، فلا بد لنا من التطرق إلى كيفية طبيعة فتح الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم لأراضي اليهود ومعاملة النبي عليه الصلاة والسلام لهم.

سير النبي محمد صلى الله عليه وسلم إلى اليهود:

سار الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم إلى يهود بني قينقاع في النصف من شهر شوال في السنة الثانية للهجرة النبوية الشريفة، وكان اليهود قد تمنعوا في الحصون التي كانت عندهم، فحاصرهم جيش المسلمون مدة خمس عشرة ليلة، لكن اليهود نزلوا بعدها عند حكم رسول الله صلى الله عليه وسلم فأمر النبي باليهود حينها استسلموا، وكان يريد قتل اليهود، فقام حليفهم المنافق الذي يسمى عبد الله بـن أبـي بن سلول والذي هو أحـد سـراة قبيلة الخزرج، حيث قام يتشفع لليهود عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا ولم يقتل اليهود، ومن ثم نزلوا عنـد حكـم رسول الله.

ومن اللافت للنظر في تلك الغزوة أن يهود بني قينقاع لم يستطيعوا أن يصمدوا أمام ما قام به المسلمين من حصار لمدة أكثر من خمسة عشر ليلة، بالرغم من كثرة عدد جنود اليهود الذي يبلغ عدد سبعمائة مقاتل، ورغم ما يمتلكونه من قوة حيث وصف أن يهود بني قينقاع بأنهم من أقوى وأشجع قبائل اليهود.

فليس هناك أي دليل على أنهم قد قاتلوا جيش المسلمين الذي لم يكن عدد جنودهم عن الثلاثمائة جندي، لكن اليهود قد لازموا حصونهم التي من المفترض أنها كانت مزودة بكل ما يحتاجونه مـن مؤونة لهم، حيث تمكنهم تلك المؤونة من تحمل الحصار، مما يدفعنا ذلك الأمر إلى القول أن ما قام به النبي عليه الصلاة والسلام والمسلمين من حصار وخذلان حليف اليهود الكفار وهو المنافق عبد الله بن أُبي بن سلول وعدم دخوله في الحرب معهم، مثلما قد وعدهم، أثـر كبير فـي دمار وانهيار ما يمتلكونه من روح عالية، وبهذا فاليهود لم يدخلوا في أي قتال مع المسلمين ومن ثم استسلموا، حينها حكم الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم بإجلائهم عن المدينة المنورة، فرحل اليهود عن المدينة المنورة إلى الشام.


شارك المقالة: