صهيب الرومي والحديث

اقرأ في هذا المقال


نصل في رحلتنا في تراجم الصّحابة المحدّثين إلى صحابي جليل كان ممّن ترك حرث الدنيا في سبيل الدّين، ترك ما يملك في مكة مقايضة من حاربوا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وأخرجوه مقابل أن يَدعوه يلحق بصاحبه وركب المهاجرين إلى المدينة فترك تجارته وأمواله في مكة حتى قال له رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: (ربح البيع أبا يحيى)، إنّه صهيب الرومي، المحدّث الجليل تعالوا نتعرف على سيرته بالحديث.

نبذة عن صهيب

هو الصّحابي الجليل أبا يحيى، صهيب بن سنان بن مالك، من صحبة النّبي صلّى الله عليه وسلّم قبل البعثة وبعدها، من السابقين للإسلام، أسلم مع عمّار بن ياسر، وتحمّل صهيب الرومي عذاب قريش لإظهار إسلامه، وسمي بالروميّ لهروبه من الروم، وملاذه إلى عبدالله التميميّ مُعتِقُهُ، بقي في المدينة بعد وفاة النّبي صلّى الله عليه وسلّم، واعتزل الفتنة بعد استشهاد عثمان بن عفّان، إلى أن توفي رضي الله عنه في المدينة سنة 38 للهجرة.

روايته للحديث

كان صهيب الروميّ من الصحابة المقلّين للحديث، وربما كان ذلك لاشتغالة بالتجارة ولأنّه لم يعش بعد النّبي صلّى الله عليه وسلّم كثيراً وكان ذلك قبل زمن التدوين وكتابة الحديث، بالإضافة إلى اعتزاله النّاس بعد فتنة قتل عثمان.

وقد روى عن النّبي صلّى الله علبه وسلّم ما يقارب 30 حديثاً، وقد رواها عن سيدنا محمّد عليه الصّلاة والسّلام وعن عمر الفاروق وعلي بن أبي طالب وكان ممّن روى عنه أبناؤه حبيب وعثمان وسعيد بن المسيّب ومجاهد ومصعب بن سعد.

فضله في الحديث

ممّا جاء في فضل صهيب من الصّحابة ما أورده الإمام مسلم في صحيحه من طريق عائذ بن عمرو ( أنّ أبا سفيان مر على سلمان وصهيب وبلال في نفر، فقالوا: والله ما أخذت سيوف الله من عنق عدوٍ مأخذها، قال: فقال أبو بكر: أتقولون هذا لشيخ قريشٍ وسيدهم؟، فأتى النّبي صلّى الله عليه وسلّم فأخبره، فقال:(( يا أبا بكر لعلّك أغْضَبْتَهم، لئن كنت أغضبتهم لقد أغْضَبت ربّك)) فأتاهم أبو بكرٍفقال: يا إخوتاه أغضبتكم؟ قالوا: لا يغفر الله لك يا أخي). وكان صهيب بالمكانة الرفيعة بين أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فقدّمه عمر لإمامة الناس يوم مقتله.


شارك المقالة: