يقصد بضبط المصحف القواعد، التي يتم من خلالها وضع الحركات من فتحة وضمة وكسرة وسكون، أو شدّ ومدّ على الحروف، حسب الموقع الإعرابي والتصريف النحوي للكلمة، ولضبط المصحف ضوابط معينة، ينبغي على مَن يتلو القرآن أن يكون على علم بها، ليتمكن من قراءة ما هو مكتوب في المصحف على الوجه الصحيح. ووضع علماء التلاوة والتجويد النقط على الحروف نوعين، واصطلحوا على كل نوع اسم مختلف عن الآخر؛ لأنّ كل نوع منهما يختص بهدف معين، وفيما يلي تفصيل ذلك.
النوع الأول نقط الإعراب
وهي النقط التي وضعها علماء التجويد على الحروف للدلالة على حركتها أو سكونها، وسمَي بالنقط لأنّ الإشارات المستخدمة هي عبارة عن نقط، فكانوا يرمزون للفتحة بنقطة حمراء أعلى الحرف، ونقطة حمراء أسفل الحرف إذا كان مكسوراً، كما وضعوا نفس النقطة الحمراء أمام الحرف بدل الضمة، وأطلقوا على هذا النوع من التنقيط اسم نقط الإعراب.
ثمّ عمل علماء التجويد على تطوير نقط الإعراب، ليستعيضوا عن النقط الحمراء بحروف صغيرة بنفس اللون، فكانت توضع واو صغيرة على الحرف بدل الضمة، وألف مسطحة بدل الفتحة، واستبدلوا ما يدل على الكسرة بياء صغيرة ملتوية، وبعدها استغنى العلماء عن اللون الأحمر، واكتفوا بوضع الحروف الصغيرة بدل الحركات، واستمرّ التطوير على شكل (نقط الإعراب) الحركات حتى وصلت إلى ما نعهده الآن في ضبط المصحف الشريف.
النوع الثاني نقط الإعجام
واستخدم علماء التلاوة والتجويد النقط على الحروف بعد نقط الإعراب، ليستطيع القارئ الذي لم يحفظ القرآن عن ظهر قلب التمييز بين الحروف المتشابهة في الرسم، مثل حروف (ج ح خ)، وحروف (ب ت ث)، وجاء نقط الإعجام للحروف بعد نقط الإعراب، وكان أول مَن استخدم النقط للتمييز بين الحروف عالمان قديران من علماء التجويد، وهما نصر بن عاصم الليثي، ويحيى بن يعمر.
بعض علامات الضبط في المصحف الشريف
1- (و): الضمة وهي عبارة عن واو صغيرة تستخدم للدلالة على الحرف المضموم.
2- ( َ ): الفتحة وهي عبارة عن ألف مسطحة صغيرة للدلالة على الحرف المتوح.
3- ( ِ ): الكسرة وهي عبارة عن حرف ياء صغير ملتوي ومقطوع الرأس، تستخدم للدلالة على الحرف المكسور.
4- ( ّ ): الشدة وهي عبارة عن بداية حرف الشين، دون نقاطه، وتوضع فوق الحرف المضعّف، الذي يدل على حرفين متشابهين متتاليين، أولهما ساكن، وثانيهما متحرك، وتوضع على الشدة حركة الثاني منهما.
5- ( حـ ): استخدم علماء التجويد إشارة حرف الخاء الصغير، للدلالة على الحرف الساكن، الخالي من الحركات.
6- ( ْ ): توضع هذه العلامة عند علماء التجويد فوق الحرف الزائد الذي لا يلفظ.
7- ( ٌ ً ٍ) واستخدمت هذه العلامات لتدل على الحروف المنونة تنوين ضم، أو فتح، أو كسر على الترتيب.