ضمرة بن سعيد المازني والرواية

اقرأ في هذا المقال


نتابعُ معكُم في بحثِنا المُتَواضِعِ في رواةِ الحديثِ النَّبوي الشّريفِ، هذا العلم التَّشريعيِّ الّذي لاقى اهتماماً منْ هذه الأمَّة على مدى ما يزيد على أَلفٍ وأربعِ مائِة عامٍ ومرَّ بمراحلَ عديدَة ٍمن الحفظِ والتدوينِ والنقلِ والرِّواية، من عهدِ الصّحابَةِ الكرام الّذين كانوا بوابَةً لحِفظِه ونَقْلِهِ إلى التّابعينَ مِنْ بعدِهم، والتّابعون همْ منْ لازَمُوا صحابَةَ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم وأخذوا منهمُ الحديثَ النَّبويَّ، وها نحن نبحثُ في سيرِهم، نقرأُ عنْ إنجازاتِهم لحفظِ هذا العلمِ النَّبويِّ ووَصلنا في الحديثِ عنْهمْ إلى الراوي المحدِّثِ: ضَمْرَةَ بنِ سعيدٍ المازِنيِّ، فتعالوا نقرأُ في سيرَتِهِ معَ الحديثِ النَّبويِّ الشَّريفِ.

نبذة عنْ ضمرة المازني:

هو: التَّابعيُّ الجليلُ، ضَمرَةُ بنُ سعيدٍ الأنْصارِيُّ المازِنيُّ، منْ رواةِ الحديثِ النَّبويِّ الشَّريفِ، ويقالُ لهُ المَدَنِيُّ لإقامتهِ في المدينَةِ المُنَوَّرَةِ، أدركَ جيلَ الصَّحابَةِ رضوانُ اللهِ عليْهم وروى عنْ بعْضِهِم، وكانَ من علماء المدينَة ومحدِّثيها، ولا يُعلَمُ له تاريخُ وفاةٍ عليْهِ رَحمَةُ اللهِ.

روايته للحديث:

كانَ الرّاوي المحَدِّثُ ضَمْرَةُ بنُ سعيدٍ المازِنيُّ منْ رواةِ الحديثِ النَّبويِّ الشَّريفِ، وقد روى عنْ أنسِ بنِ مالكٍ والحجَّاجِ بنِ عمرو بنِ غَزِيَّةَ وأبي سعيدٍ الخُدْرِيِّ وهمْ منَ الصَّحابَةِ رضيَ اللهُ عنْهم جميعاً، كما روى عن جيلِ التّابعينَ منْ طريقِ: عُبَيْدِ اللهِ بنِ عبدِ اللهِ بنِ عتبَةَ وأبي بشيرٍ المازِنيِّ وغيرِهم رحِمَهُمُ الله.

أمَّا عن الرُّواة الّذين رووا الحديثَ منْ طريقِ ضَمْرَةَ بنِ سعيدٍ المازِنِيِّ فهم كثُرٌ منْهُمْ: الضَّحاكُ بنُ عُثمانَ الحِزاميُّ وسُفيانُ بنُ عُيَيْنَةَ وعمرُ بنُ صالِحٍ المَدَنِيُّ والإمامُ مالكُ بنُ أنسٍ وغيرهم يرْحمُهمُ الله، كما كانَ منَ الثِّقاتِ عندَ كثيرٍ منْ أهل العلمِ كابنِ حجرٍ العَسْقلانِيِّ وغيره وروى له الحديثَ منْ أصحابِ الكُتُب جماعَةُ الحديثِ غيرَ الإمامِ البُخاريِّ رحِمَهُمُ اللهُ جَميعاً.

من رواية ضمرة المازني للحديث:

ممَّا ورَدَ منْ روايَةِ الحديثِ منْ طريقِ الرَّاوي ضَمْرَةَ بنِ سعيدٍ المازِنِيِّ ما أوْرَدَهُ الإمامُ مسلمُ بنُ الحَجَّاجِ في صحيحِهِ منْ كتابِ صلاةِ العِيدَيْنِ: ((حدَّثَنا يَحْيى بنُ يحيَى قالَ: قرأْتُ على مالِكٍ، عنْ ضَمْرَةَ بنِ سَعيدٍ المازِنِيِّ، عنْ عُبيدِ اللهِ بنِ عبدِ اللهِ، أنَّ عمرَ بنِ الخطَّابِ سأَلَ أَبا واقِدٍ اللَّيْثيَّ: ما كانَ يَقْرَأُ بِهِ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليْهِ وسلَّمَ فِي الأَضْحَى والْفِطرِ؟ فقال: كانَ يَقْرأُ فِيهِما بـ ( ق والقُرْآنِ المَجيدِ ) و ( اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وانْشَقَّ القَمَرُ ). رقمُ الحديثِ891/14 )).


شارك المقالة: