ما زلنا نسير في بحثنا المتواضِعِ في سِيَرِ الرّواة المحدّثين الّذين كانَ لهمُ الفضلُ في رواية الحديثِ النّبويّ الشريف، قصصٌ لهم تروي جهْدَهم الكبير في الحفاظِ على هذا العلمِ الشّرعيِّ الّذي يعْتَبرٌ المصدرُ الثّاني في تشريعنا، بدأنا بعهد الصّحابة رضوان الله عليهم أجمعين الّذين لازموا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وحفظوا منه الحديث النبوي الشريف ونقلوه لبعضهم ثمَّ ورَّثُوه إلى التابعينّ من بعدهم، وما زلنا في طبقة التّابعين نكتب عنه حتى جاء دورنا في الكتابةِ عن راوٍ منهم كانّ له الفضل في الرّواية والحديث النبوي الشريف ألا وهو الرّاوي المحدَّث عبدُ اللهِ بنُ شدَّادٍ.
نبذة عن عبدالله بن شداد
هو: التّابعيُّ الجليلُ، أبو الوَليدِ، عبدُ اللهِ بنُ شدّادٍ بنُ الهادِ اللّيْثِيُّ، وأمّه سلمى بنتُ عميسٍٍ، من رواة الحديثِ النّبويِّ الشّريف، كانَ يسكن الكوفَةَ بالعراقِ، وروِيَ أنَّ أمَّه كانتْ متزوِّجةَ بحمزةَ بنِ عبد المطلب فلمّا اُستُشْهدَ تزوّجَها شدَّادُ بنُ الهادِ، فأنجَبتْ عبدالله بعهد رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم لكنَّه لم يرى النّبي عليه السّلام فيُعتبر من التّابعين، وكانت وفاتُهُ رحمهُ الله في العامِ الثّاني والثّمانينَ من الهجرَة يرحمه الله.
روايته للحديث
كانَ عبدُ اللهِ بنث شدَّادٍ من رواة الحجيثِ النَّبويِّ وقد روى الحديث النّبويَّ عن الصّحابة رضوانُ الله عليهم كأبيهِ شدادِ بنِ الهادِ وامّه سلمى بنتِ عُمَيسٍ، وخالتهٌ أمِّ المؤمنينَ ميمونَةَ ومعاذِ بن جبَلٍ وعمرَ بنِ الخطَّابِ وأمِّ المؤمنينَ عائشةَ بنتِ أبي بكر وغيرهم رضي الله عنهم، كماروى من طريقِه الحديثَ كثيرٌ من الرّواة المحدّثينَ من أمثالِ: رِبْعيِّ بنِ حِراشٍ وسعدِ بنِ إبراهيمَ وعامرِ الشَّعبيِّ ومنصورِ بنِ المُعْتَمِرِ وأبي إسحاقَ الشَّيبانيِّ وغيرهم يرحمهم الله، وكان من أهل الثّقة في الرّواية مع قلّةِ مروياتهِ بالحديث.
من رواية عبد الرحمن بن شداد للحديث
ممّا ورَدَ منْ روايةِ الحديثِ النّبويِّ من طريقِ عبدِ اللهِ بنِ شدَّادٍ ما أوردَهُ الإمامُ مسلمُ بنُ الحجَّاجِ في صحيحِهِ: (( حدّثنا يحيَى بنث يَحْيى، أخْبَرنا خالدُ بنُ عبدِ اللهِ عن الشَّيْبانِيِّ عنْ عبدِ اللهِ بنِ شدَّادٍ عن ميمونة ـ أمِّ المؤمنينَ ـ قالَتْ: كانَ رسولُ اللهِ صلَّى الله عليهِ وسَلَّم يُباشِرُ نِساءَهُ فوْقَ الإزَارِ وَهُنَّ حُيَّضٌ )) من كتابِ الحيْضِ، رقم الحديث 294/3.
