عبدالملك بن عمير والرواية

اقرأ في هذا المقال


لقد كان للحديث النّبويّ الشّريفِ رجالٌ نّذروا أنْفُسَهم لحفظ مصادره فكان الصّحابة رضوان الله عليهم أولَ من حملوا هذه الأمانةَ ، حفظوه في صدورِهم وفي السّطور لعلْمِهم أنّ النّبي صّلى الله عليه وسلّم لا ينطِق عن الهوى، وأنَّ حديثَهُ وسنّتَهُ من مصادر التّشريعِ الّتي يجب أن تُحفَظ وتَصلَ إلى الأمّةِ في كلِّ زمانٍ ومكانٍ، فرووها للتّابعين من بعدِهم لتستمرَّ مسيرتها وما إنْ وصَلَتْ للتّابعين حتّى قاموا بنشرها، وفي بحثنا المتواضع عن أسمائِهم وصَلنا إلى راوٍ منهم، إنَّه عبدُالملكِ بنِ عُميرٍ فتعالوا نقرأ في سيرَتِهِ.

نبذة عن عبدالملك بن عمير

هو: التّابعيُّ الجليلُ، عبدُ الملكِ بنُ عُميرِالقُرَشِيُّ، من رواة الحديث النّبويّ، كانت ولادَتُه في أيامِ خلافَة عثمانَ بنِ عفّانَ رضي الله عنه في العام الثّالثِ والثّلاثين من الهجرة، وتولّى منصِبَ القضاء بالكوفة وكان من علمائها ومرجِعاً في علم الحديث، وكانت وفاتُه رحمه الله في العام السّادسِ والثّلاثينَ بعدَ المائة من الهجرة.

روايته للحديث

كان عبدُ الملكِ بنُ عُميرٍ من رواة الحديث النّبويِّ الشّريفِِ وقد روى الحديث عن الأشِعَثِ بنِ قيسٍ وجريرٍ البّجَلِيِّ وجابر بنِ سَمُرَةَ وعبدِاللهِ بنِ الزّبيرِوغيرهم من الصّحابة رضي الله عنهم، كما روى عن جملَةٍ من التّابعين من أمثالِ: رِبعيِّ بنِ حِراشٍ وعبدالرحمن بن أبي ليلى وعمرو بنِ ميمونٍ وقبيصّة بنِ جابرٍ ومصعَبِ بنِ سَعْدٍ وأبي بُرْدَةَ بنِ أبي موسى وغيرهم رحمهم الله، كما روى : إسماعيلَ بنِ أبي خالدٍ والسّفيانانِ الثّوريِّ وابنِ عُييْنَةَ وسليمانَ الأعمَشِ وغيرهم كثير رحمهم الله وكان من الثّقات وله ما يزيدُ عنْ مئتيْ حديثٍ.

من رواية عبدِ الملك بن عمير للحديث

ممّا ورد من رواية الحيث النّبويِّ الشّريف من طريقِ عبدِالملكِ بنِ عُمَيرٍ ما أورَدَه الأمامُ مسلمٌ في صحيحه: (( وحدّثنا عُبَيدُ اللهِ بنُ عُمَرَ القَوارِيريُّ ومحمّدُ بنُ عبْدِ الملكِ الأمويُّ، قالوا: حدّثنا أبو عَوانةَ عنْ عبدِالملكِ بنِ عُميرٍ، عنْ عبدِاللهِ بنِ الحارِثِ بنِ نوفَلٍ، عن العَبّاسِ بنِ عبدِالمُطَّلِبِ أنَّهُ قالَ: يا رسولَ اللهِ، هلْ نَفَعْتَ أبا طالِبٍ بشَيءٍ، فإنَّهُ كانَ يَحُوطُكَ ويَغْضَبُ لَكَ؟ قال: ( نَعَمْ، هوَ في ضَحْضاحٍ منْ نارٍ، ولَوْلا أنَا لَكانَ في الدّرْكِ الأَسْفَلِ منَ النّارِ ). من كتابِ الإيمانِ، رقم الحديث 209 )).


شارك المقالة: