عطية الكلابي والرواية

اقرأ في هذا المقال


ماتزالُ أسماؤُهم مخطُوطَةٌ بِحروفٍ منْ ذَهَبِ في كتُبِ الحديثِ النَّبَوِيِّ، أبحرُوا في بَحرِ الرِّوايَة حتَّى توَفَّاهمُ اللهُ وعلى ألسِنَتِهم: قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ، قدْوَتُهمُ الصَّحابَةُ رُضوانُ اللهِ عليهِمْ منْ كانوا أوَّلَ قاربٍ يُبْحرْ وأوَّلُ الثِّقاتِ في علم الحديثِ النَّبويِّ ومَدرَسَةٌ تَخَرَّجَ منْها رواةُ التَّابعينَ رحِمَهُمُ الله، والتّابعونُ همْ منْ أكملوا الإِبحار رغمَ مشَقَّتِه وعنائِه، رحلوا في طلب العلمِ منَ الصَحابَةِ ومنْ أقرانِهم، حتَّى أَصبحوا باباً لروايةِ الحديثِ لكلِّ منْ جاءَ بَعْدَهم منْ أتْباعِهم، وها نحنُ نبحرُ وراءَهم في بحرِ البحثِ عنهم حتَّى التَقَيْنا براوٍ منْهم، إنَّه عَطيَّةُ بن قيسٍ الكِلَابِيٌّ، فتعالوا نقْرأُ في سيرَتِهِ معَ الحديثِ النَّبويِّ.

نبذة عن عطية الكلابي:

هو: التَّابعيُّ الجليلُ، أَبو يَحْيَى، عَطِيَّةُ بنُ قيسٍ الكِلابِيُّ، وقيلَ الكِلاعِيُّ، منْ رواةِ الحديثِ النَّبويِّ الشَّريفِ، وأحدِ قُرَّاءِ التَابعينَ للقرآنِ الكَريمِ، ولِدَ في العامِ السَّابِع عشَرَ منَ الهِجْرَةِ النَّبويَّة وأدْركَ جمعاً من الصَّحابَةِ رضوانُ اللهِ عليْهم وروى عنهْ الحديثَ، وكانتْ وفاتُهُ في العامِ الحادِي والعِشرينَ بعدَ المائَةِ منَ الهجْرَةِ يرْحَمُهُ اللهُ.

روايته للحديث:

كانَ عَطيَّةُ بنُ قيسٍ الكِلَابِيُّ منْ رواةِ الحديثِ النَّبويِِّ الشّرِيفِ، وقدْ روى الحديثِ عنْ جمعٍ منَ الصّحابةِ كعبدِ اللهِ بنِ عمرِو بنِ العاصِ وعبدِ اللهِ بنِ عُمَرَ بنِ الخَطَّابِ وأُبَيِّ بنِ كَعْبٍ وأَبي الدَّرْداءَ ومُعاوِيَةَ بنِ أبي سُفْيانَ وغيرِهمْ يرْحَمُهُمُ اللهُ. كما روى الحديثَ عنْ كثيرٍ منَ التَّابعينَ منْ امْثالِ: عبدِ الرَّحمنِ بنِ غَنْمٍ وقَزَعَةَ بنِ يحيْى وغيرِهم رحمَهُمُ اللهُ.

أمَّا منْ روَى الحديثَ عنْ عطيَّةَ بنِ قيْسٍ الكِلابِيِّ فهم كثيرٌ منْهُمْ: داوودُ بنُ عمرُو الأوْدِيِّ وعبدُ الرَّحمنِ بنِ يزيدَ وعبدِ اللهِ بنُ يزيدَ الدِّمَشْقِيُِ وغيْرِهِم يرْحَمُهُمُ اللهُ، كَما كانَ منَ الثِّقاتِ عنْدَ كثيرٍ منْ أهلِ الحديثِ وروى عنهُ أغلَبُ جماعَةِ الحديثِ.

من رواية عطية الكلابي للحديث:

مِمَّا ورَدَ منْ روايَةِ الحديثِ منْ طريقِ عَطيَّةَ بنِ قيسٍ الكِلابِيِّ مَا أوْردَه الإمامُ مسلِمُ بنُ الحَجَّاجِ يرْحَمُه اللهُ في صَحيحِهِ في كِتابِ الصَّلاةِ: (( حدَّثَنا داوودُ بنُ رُشَيدٍ، حدَّثَنا الوَلِيدُ ـ يعْنِي ابنَ مُسْلِمٍ ـ عنْ سعيدٍ ـ وهوَ ابنُ عبْدِ العَزيزِ ـ عنْ عَطِيَّةَ بنِ قَيْسٍ، عنْ قَزَعَةَ، عنْ أَبي سعيدٍ الخُدْرِيِّ قالَ: لَقَدْ كانَتْ صَلاةُ الظُّهْرِتُقامُ، فَيَذْهَبُ الذَّاهِبُ إلى الْبَقيعِ، فَيَقْضِي حاجَتَهُ، ثمَّ يَتَوَضَّأُ، ثُمَّ يأَْتِي وَرسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليْهِ وسَلَّمَ فِي الرَّكْعَةِ الأُولَى مِمَّا يُطَوِّلُهَا)) رقمُ الحديثِ: 454/161.


شارك المقالة: