لقد كان للصّحابيات الجليلات منزلةٌ عظيمةٌ في رواية الحديث النّبويّ الشّريف، وقد كان منهنّ من أكْثرَ في روايته وإذا نظرنا في المُكثرين للرّواية من الصّحابة نجد أمّ المؤمنينَ عائشة تحتلّ مرتبة كبيرة بينهم، وقد كان لها مدرستها في تعليم الحديث للتّابعين الأخيار، كما خرج من مدرستها كثير من الرّواة ومنهم النساء التّابعيّات ومنهن: عَمْرَة بنت عبدالرّحمن، فتعالوا نقرأ في سيرتها مع الحديث.
نبذة عن عمرة
هي: التّابعيّة الجليلة، عَمْرَةُ بنتُ عبدِ الرّحمنِ، مدنيّةٌ أنْصاريّة، من سلالة أسعَد بن زُرارة الصّحابيّ الجليل وهو جدُّها، ولدت في المدينة المنوّرة في العام التّاسع والعشرين للهجرة وتربت مع جمعٍ من أخواتها في بيت عائشة أمّ المؤمنين وكانت من النّساء اللّواتي أخذن كثيراً من علم عائشة وحديثها عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وقد كانت من مراجع الحديث في زمانها وأوصى عمر بن عبد العزيز جمعٌ من التّابعين أن يرجعوا إليها في جمع الحديث، وكانت وفاتها رحمها الله تعالى كما أورد الإمام الذّهبيّ في العام الثّامن والتّسعين من الهجرة.
روايتها للحديث
كانت عَمْرَةُ بنت عبدِ الرّحمن من التّابعين الّذين أخذوا الحديث عن الصّحابة رضوان الله عليهم، ولا سيّما من أمّ المؤمنين عائشة وأمّ سَلمَة وحَمْنَة بنت جحش رضي الله عنهنّ، كما روت عن بعض التّابعين كعُبَيْد الزرْقيّ ومروان بن الحَكم رحمهم الله، وروى من طريقها الحديث من التّابعين وأتباعهم: الزّهريّ وسَعد بن سعيد وسليمان بن يسار وعروة بن الزّبير وعمرو بن دينار رحمهم الله تعالى، كما كانت مرجعاً لأهل الحديث وهي من الثّقات عندهم، كما روى عنها جماعة الحديث.
من رواية عمرة للحديث
ممّا ورد من رواية عَمْرَة بنتِ عبدالرّحمن ما أورده الإمام مسلم في صحيحه: (( حدّثنا سُفيانُ عن عبدِ ربِّه بنِ سعيدٍ، عن عمرة، عن عائشة، أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم كانَ إذا اشْتَكى الإنْسانُ الشّيءَ منْهُ أو كانتْ بهِ قَرْحَةٌ أو جَرْحٌ، قال النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم باصْبَعِهِ هكذا ووضَع سٌفيانُ سبَّابَتُهُ بالأرضِ ثُمَّ رَفَعَها ( باسم الله تُرْبَةُ أرضِنا بريقَةِ بَعْضِنا لِيُشْفى بهِ سَقِيمُنا بإذْنِ ربّنا )، من كتاب السّلام، رقم الحديث 2194)).