لقد كان للمحدّثين للحديث النّبويّ الشّريف أهميةٌ كبيرةٌ في نقل ما ورد عن رسول الله صلّى الله عليه وسلم، فقد كان الصّحابة رضوان الله عليهم يلازمون النّبيَّ عليهِ الصّلاة والسّلام أينما كان ويحفظون عنه وينقلون ما يسمعون فيما بينَهم وأكملوا ذلك الطريق بعد وفاته عليه السلّام فنقلوا ما عندهم من الحديثِ إلى التّابعين، وبرَزَ من التّابعين رواة كبارٌ في علم الرّواية ولا زالت أسماؤُهم حاضرةً في كتب الحديث، وفي بحثنا عن سِيَرِهم وصلنا إلى راوٍ منهم كانَ له فضلٌ في رواية الحديث، إنّه عمرو بنُ ميمونٍ فتعالوا نقرأ في سيرته.
نبذة عن عمرو بن ميمون
هو: التّابعيُّ الجليلُ، أبو عبداللهِ، عمرو بنُ ميمونٍ الأوْديُّ، يرجِعُ نسبُهُ إلى بني سَعدٍ، من رواة الحديث عن الصّحابةِ والتّابعين، أسلّم في زمن النّبيِّ صلّى الله عليهِ وسلّم ولم يحضَ بالصّحبة لعدَمِ رؤيَتِهِ له، كان يسكنُ الكوفة قبل مجيئِه إلى الشّام ولقائِه بِمعاذِ بنِ جبلٍ وكانت أكثر روايته عنه، كانَ يعرف بأدائة للحج والعمرة كثيراً وكانت وفاته في العامِ الخامسِ والسّبعين وقيل في الرّابعِ والسّبعين للهجرة يرحمه الله.
روايته للحديث
كان عمرو بنُ ميمونٍ من رواة لحديث عن الصّحابة والتّابعينَ وقد روى عن الصّحابة من أمثالِ: معاذِ بنِ جبلٍ وأبي أيُّوبَ الأنصاريِّ وأبي هريرة الدّوسيِّ وعمرَ بنِ الخطّابِ وسعدِ بنِ أبي وقّاصٍ وعبدِاللهِ بنِ عمرو بنِ العاص وأمِّ المؤمنين عائشة رضي الله عنهم، كما روى عن التّابعين من أمثال: عبدالرّحمنِ بنِ أبي ليلى والرّبيع الثّوريِّ وغيرهم رحمهم الله، كما روى الحديث من طريقِهِ كثيرٌ من الرّواةِ من أمثالِ: عامر الشّعبيِّ والسّبيعيِّ وسعيدِ بنِ جُبَيرٍ ورِبْعيٍّ بنِ حراشٍ وعطاءِ بنِ السّائبِ وغيرهم يرحمهم الله وكان من أهل الثّقة في الرّواية وأحاديثة في كتبِ جماعة الحديث.
من رواية عمرو بن ميمون للحديث
ممّا وردَ منْ رواية الحديث من طريقِ عمرو بنِ ميمونٍ ما أورده الإمام مسلم في صحيحه: (( حدّثنا أبو بكرِ بنُ شَيْبَةَ حدّثنا محمّدُ بنُ بشرٍعن عمرو بنِ ميمونٍ قالَ سألْتُ سّليمانَ بنَ يسارٍ عنِ المَنِيِّ يُصيبُ ثوْبَ الرَّجُلِ أيَغْسِلُهُ أمْ يَغْسِلُ الثَّوبَ؟ فقالّ أخْبَرَتْنِي عائِشَةُ: أنَّ رسول الله صلّى الله عليهِ وسلَّمَ كانَ يَغْسِلُ المّنِيَّ ثُمَّ يَخْرُجُ إلى الصّلاةِ في ذلكَ الثَّوْبِ وأنا أنْظُرُ إلى أَثَر الغَسْل فيهِ )) من كتاب الطّهارةِ، رقم الحديث108/289.