غزوة الخندق

اقرأ في هذا المقال


بعد أن هزم جيش النبي صلى الله عليه وسلم يهود بني النضير في غزوة بني النضير والتي حاصر فيها جيش المسلمين اليهود، والتي خرج فيها اليهود من المدينة وتركوا ما يملكون فيها من أملاك لتكون من نصيب المسلمين، وعندها لم يهدأ يهود بنو النضير عن ذلك الأمر أي خروجهم من ديارهم.

تعريف الغزوة

وهو مفهوم يطلق على المعارك والحملات التي شهدها النبي وشارك فيها، وكان عدد تلك الغزوات التي شهدها النبي هي سبعة وعشرون غزوة.

سبب غزوة الخندق

بعد خروج يهود بني النضير من المدينة، لم يهدأ لزعماء وسادات اليهود بالاً، بل أنّهم كانوا يخططون للثأر من النبي واسترداد من أخذه منهم جيش المسلمين من أرض ومتاع، عندها قدم جمع من يهود بني قريضة إلى مكة المكرمة، حيث قابلوا فيها زعماء وسادات قبيلة قريش، حيث حرض اليهود قريشاً على الحرب ضد المسلمين و طلبوا منهم المساعدة في تلك الحرب، فوافقت قريش على قولهم، وبعد ذلك اتجهت اليهود نحو قبيلة غطفان تطلب منهم المساعدة على الحرب ضد النبي ومن معه، فوجدوا القبول من غطفان أيضاً.

قريش تتجهز للحرب

بعد الاتفاق على غزو المسلمين من قبل اليهود وقريش وغطفان، قامت قريش بتجهيز جيشها والذي بلغ عدده أربعة آلاف مقاتل، حيث كان منهم ألف بعير وثلاثمئة من الفرس، وكان يرأس جيش قريش أبو سفيان وكان عثمان بن طلحة يحمل اللواء، وأمّا غطفان كان معهم ألف فارس يرأسهم عيينة بن حصن، وتجهزت بنو مرّة وعلى رأسهم الحارث بن عوف وكان عددهم أربعمئة مقاتل، وباتت عدّة من القبائل تتجهز لمساعدة قريش في تلك الحرب، حتى بلغ عدد جيش الكفار ما يقارب العشرة آلاف جندي، وعلى رأس ذلك الجيش الكبير أبو سفيان.

استخبارات النبي

مع التجهيزات الكبيرة التي قام بها المشركون لغزو المسلمين، وصلت الأخبار إلى النبي بتلك التجهيزات الكبيرة من الكفار، فاجتمع النبي مع أصحابه يشاورهم في ذلك الأمر، عندها أشار الصحابي سلمان الفارسي بعمل خندق، حينها أمر النبي بعمله وحفره، وكان الحفر في شمال المدينة من جهة الحرة، ومع بداية الحفر واجهت المسلمين عدة صعوبات ومنها جسمية في حفر ذلك الخندق، وكان النبي يعمل معهم ويساعدهم.

وأقام جيش المسلمين في سلع وهو جبل يطل على المدينة، وكان عدد جيش المسلمين حوالي ثلاثة آلاف، وكان زيد بن حارثة يحمل لواء المهاجرين، أمّا لواء الأنصار فكان يحمله سعد بن عبادة.

أحداث الغزوة

بعد أن واصل المسلمون عملية الحفر حتى تكامل بناء الخندق، نزلت قريش إلى منطقة الأسيال ومعهم أربعة آلاف مقاتل، فيما أقبلت غطفان من جهة أحد ومعهم ستة آلاف جندي، بعد ذلك تفاجئ الكفار بالخندق المبني حينما أرادوا اقتحام المدينة، فكان الخندق يمنعهم من الوصول إلى المدينة، وكان كلما اقتربوا قام المسلمون برميهم بالنبال حتى يمنعوهم من ذلك، ومع استمرار الحصار السلبي من جيش الكفار.
استنفذ جيش الكفار جميع الوسائل التي تمكنهم من اختراق صفوف المسلمين، إلّا أنّها باءت بالفشل، وبعد عدّة محاولات ناجحة من جيش النبي، حينها ما كان من المسلمين إلّا طلب الدعاء من الله سبحانه وتعالى، حيث دعا المسلمون: (اللُّهُمَّ مُنْزِلَ الْكِتَابِ سَرِيعَ الْحِسَابِ اهْزِمِ الْأَحْزَابَ، اللَّهُمَّ اهْزِمْهُمْ وَزَلْزِلْهُمْ).

استجابة الله لدعاء المسلمين

بعد أن حدثت تفرقة في صفوف جيش الكفار، استجاب الله سبحانه وتعالى لدعوة المسلمين وأرسل الله على الكفار ريحاً قوية عاتية، قامت باقتلاع كل خيمهم، وبعث الله إليهم الملائكة يلقون الرّعب والخوف الشديد في قلوب جيش الكفار، وعندها تجهز جيش المشركين للرحيل، حيث أرسل النبي الصحابي حذيفة بن اليمان ليأتي له بالأخبار، وعندها أخبره أن جيش المشريكن يتجهز للعودة خائباً مهزوماً، فصدق الله وعده للمسلمين وأعزّ جنود الإسلام ونصرهم.

وكانت غزوة الخندق معركة أعصاب لا معركة خسائر بسبب عدم وجود القتال المرير فيها، وكان لها دور كبير في في زرع الرُّعب في قلوب المشركين، وكانت واحدة من أحسم المعارك التاريخية الإسلامية، وجرت هذه الغزوة في السنة الخامسة من الهجرة النبوية في شهر شوال تحديداً.

سبب تسمية غزوة الخندق بغزوة الأحزاب

يرجع سبب هذه التسمية إلى أنّ جيش الكفار قد تجمع من خلال العديد من الأحزاب لقتال المسلمين، فتكون جيش الكفار من قريش وبني النضير وغطفان وبنو مرّة وبنو أشجع وبنو سليم، فكان تجمع تلك الأحزاب للقتال ضد جيش النبي عليه الصلاة والسلام سبب في تسميتها غزوة الأحزاب.


شارك المقالة: