مع نهاية غزوة بدر وانتصار جيش المسلمين انتصاراً كاسحاً على كفّار مكة، كان أبو سفيان من الأشخاص الذين لم يشهدوا بدر، وبينما كان اليهود والمنافقون يخططون لمؤامراتهم ضد النبي وأصحابه، كان أبو سفيان في غاية الغضب الكبير من المسلمين لقتلهم ابنه والمقرّبون له في غزوة بدر، فأقسم أبو سفيان ألّا يمسّ الماءُ رأسه حتى يغزو النبي ويذهب إلى المدينة لفعل ذلك.
وعندما أصبح أبو سفيان على مقربة من المدينة، طلب أن يقابل يهود بني النضير ليعقد معهم مؤامرة ضد النبي ويهيجهم على المسلمين وليكونوا عوناً في الحرب ضد محمد وأصحابه.
اتفاق أبو سفيان مع اليهود
دخل أبو سفيان إلى المدينة المنورة يريد الاتفاق مع اليهود ليكونوا معه في الحرب على سيدنا محمد وأصحابه، وعندها ذهب أبو سفيان إلى سيد بني النضير واسمه ( حيي ابن أخطب ) ولكنّ حيي لم يقبل أن يجتمع مع أبي سفيان، ومن ثمّ أتى أبو سفيان إلى سلام بن مشكم فقابله واجتمع معه، وعندها أرسل رجالاً من قريش إلى المدينة المنورة فحرقوا بعضاً من نخلها، وقتلوا أنصارياً وجدوه في طريقهم، ومن ثمّ هرب الكفار راجعين إلى مكة.
سماع النبي بالخبر
وبعد أن قتل رجال أبو سفيان رجلاً أنصارياً وحرقوا بعضاً من النخيل وفروا هاربين إلى مكة، وصلت الأخبار إلى النبي بقيام بعض من الكفار بهذا الفعل، وعندها خرج النبي لمطاردة أبي سفيان ومن معه من الكفار، حيث خرج مع النبي مئتين من أصحابه، عندها ولّى البشير بن عبد المنذر على المدينة المنورة، ولكنّ أبا سفيان ومن معه أسرعوا بالهروب من المدينة، وعندها تمكّن الكفار من الإفلات من جيش المسلمين، حيث طرحوا سويقاً كثيراً من زادهم وتمويناتهم يتخففون به ( أي أنّهم رموا العديد من حملهم من زادٍ ومتاعٍ حتى يساعدهم ذلك بالهروب بشكل أسرع ).
وحينها عاد النبي صلى الله عليه وسلم ومن معه إلى المدينة المنورة، وتمكنوا من الحصول على ما طرحه أبو سفيان وأصحابه من متاعهم وزادهم، ولهذا سميت هذه الغزوة بغزوة السويق، والتي جرت في شهر ذي الحجة من السّنة الثانية للهجرة النبوية، أي بعد غزوة بدر بشهرين تقريباً.