فوائد الاختلاف في القراءات الصحيحة

اقرأ في هذا المقال


ما هي فوائد الاختلاف في القراءات الصحيحة؟

لاختلاف القراءات الصحيحة فوائد منها:

  • قيام الدليل على القدر الكبير من صيانة كتاب الله وحفظه من التبديل والتحريف مع كونه على هذا الأوجه الكثيرة.
  • التكلم عن أعظم قضية من قضايا التحدي وهي إعجاز القرآن الكريم في إيجازه، حيث ترشد كل قراءة من القراءات على حكم شرعي دون تكرار في اللفظ كما جاء في قوله تعالى: {وَامْسَحُوا بِرُؤُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ} صدق الله العظيم بالنصب والخفض في “وأرجلكم” ففي قراءة النصب بيان لحكم غسل الرجل، حيث يكون العطف على معمول فعل الغسل: {فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ} صدق الله العظيم، وقراءة الجر بيان لحكم المسح على الخفين عند وجود ما يقتضيه، حيث يكون العطف على معمول فعل المسح {وَامْسَحُوا بِرُؤُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ} صدق الله العظيم، فنستفيد الحكمين من غير تطويل، وهذا من معاني الإعجاز في الإيجاز بالقرآن.
  • توضيح ما يكون في احتمالية أن يكون من المجمل في قراءة مختلفة أخرى كقراءة: “يطهرن” في قوله تعالى:﴿وَیَسۡـَٔلُونَكَ عَنِ ٱلۡمَحِیضِۖ قُلۡ هُوَ أَذࣰى فَٱعۡتَزِلُوا۟ ٱلنِّسَاۤءَ فِی ٱلۡمَحِیضِ وَلَا تَقۡرَبُوهُنَّ حَتَّىٰ یَطۡهُرۡنَۖ فَإِذَا تَطَهَّرۡنَ فَأۡتُوهُنَّ مِنۡ حَیۡثُ أَمَرَكُمُ ٱللَّهُۚ إِنَّ ٱللَّهَ یُحِبُّ ٱلتَّوَّ ٰ⁠بِینَ وَیُحِبُّ ٱلۡمُتَطَهِّرِینَ﴾ [البقرة ٢٢٢] صدق الله العظيم,.
    قُرِئ بالتشديد والتخفيف، فقراءة التشديد مبينة لمعنى قراءة التخفيف، عند الجمهور، فالحائض لا يحل وطؤها لزوجها بالطهر من الحيض، أي بانقطاع الدم، حتى تتطهر بالماء وقراءة: “فامضوا إلى ذكر الله” فإنها تبيِّن أن المراد بقراءة “فاسعوا” الذهاب لا المشي السريع في قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسَعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ} صدق الله العظيم.
    وقراءة “والسارق والسارقة فاقطعوا أيمانهما”صدق الله العظيم، بدلًا من “أيديهما” فقد بينت ما يُقطع وقراءة: “وَإِن كَانَ رَجُلٌ يُورَثُ كَلَالَةً أَوِ امْرَأَةٌ وَلَهُ أَخٌ أَوْ أُخْتٌ فَلِكُلِّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا السُّدُسُ ۚ ” فقد بيَّنت أن المراد الإخوة لأم، ولذا قال العلماء: “باختلاف القراءات يظهر الاختلاف في الأحكام”.

فالمقصود من وجود ما يسمى (بالقراءات الشاذة)، ومقارنتها وبيانها مع القراءة الصحيحة وتفسير معانيها، ومثال ذلك ما جاء قراءة أم المؤمنين السيدة عائشة، وسيدتنا حفصة رضي الله عنهما : “وتفسير الصلاة الوسطى، بصلاة العصر” وقراءة ابن مسعود: “فاقطعوا أيمانهما”، وقراءة جابر: “فإن الله من بعد إكراههن لهن غفور رحيم“… قال: “فهذه الحروف وما شاكلها قد صارت مفسِّرة للقرآن، وقد كان يُروى مثل هذا عن التابعين في التفسير فيُستحسن، فكيف إذا رُوِي عن كبار الصحابة، ثم صار في نفس القراءة، فهو أكثر من التفسير وأقوى، فأدنى ما يُستنبط من هذه الحروف معرفة صحة التأويل”.



شارك المقالة: