كثُرت القصص والسير التي تتحدث عن تلك الحوادث التي صارت مع الأنبياء والصحابة رضوان الله عليهم وكذلك مع الرجل الصالحين والأئمة وغيرهم، وفي هذا المقال سوف نتناول التحدث عن ذلك الرجل الذي وجد عقد من اللؤلؤ.
ما هي قصة الرجل الذي وجد عقد من اللؤلؤ
خرج هذا الرجل بغية طلب العِلم، حيث أنَّه في هذه المسيرة قد جاع وكانت نفقته قد نفذت، حيث أنَّه يحنها كان العِلم يحمي وجوه هؤلاء الأشخاص، فصبر على ذلك الجوع حينها، لم يسأل بتةً، وحينما كان يتجول هذا الرجل في أحد طرقات مكّة المكرمة، إذ به يجد كيساً، فعمد إلى فتح ذلك الكيس، فيقول:” فرأيت عقداً من لؤلؤ ما رأيت مثلة قطّ”.
وأخذ ذلك الرجل العقد المكون من اللؤلؤ إلى بيته الذي استأجره في مكة المكرمة، وإذا به يُلاقي رجل يُنادي بصوت مرتفع: “من وجد عقد من لؤلؤ؟، فيقول هذا الرجل: ” فخرجت إليه ثم أتيت به إلى البيت، فأعطاني صفته وهيئة الكيس الذي فيه فدفعته إليه”.
وذلك الرجل هو العالم الكبير محمد بن عبدالباقي، فيقول محمد أنَّ الرجل صاحب العقد قد مدَّ يده إليه بخمسمائة دينار له، وهذا بما يتوافق مع خمسة آلاف درهم، فيقول أنَّه أبى ورفض أن يأخذ ذلك المال، وقال له أيضاً بأنَّه لم يفعل شيئاً سوى الواجب عليه، فانصرف الرجل ذلك وهو متعجب من محمد بن عبدالباقي.
فيقول محمد بن عبد الباقي أنَّه قد ركب البحر وحينها السفينة قد انكسرت به ومن معه، وكذلك غرق كل من فيها كما وأنَّ أموالهم كذلك قد ذهبت، ويقول أنَّه آنذاك قد تعلَّق بلوح وظلَّ في البحر أسيراً للموج كذلك، فيقول محمد: فبقيت في البحر لأيام لا يدري بتةً أين يذهب ولا ما هو مصيره، وبقي كذلك إلى أن قذف به الموج وهذا على يابسة فخرجت ورحت أمشي على الطوى إلى أن وصل إلى المسجد في تلك المدينة.
فدخل إلى المسجد فقالوا له: هل تُحسن القراءة؟، فقال لهم: نعم، فيقول أنَّهم قد جعلوه إماماً عندهم، كما وأنَّهم قد آتوه بصبيانهم وهذا بغية تعليمهم، ويقول أنَّه قد تمول من المال، فقالوا له عندما وجدوا الأوراق بين يديه: تُحسن الكتابة؟، فقال لهم: نعم، فيقول أنَّهم قد جاؤوا بأولادهم وهذا حتى يُعلمهم الكتابة، ويقول أنَّه قد تمول مالاً أيضاً، فقالوا له: عندنا صبيه يتيمة ولها مال تتزوجها؟، فقال لهم: لا: ويقول أنَّهم زوجوه إياه بالرغم عنه، وفي ليلة الزفاف يقول أنَّه قد نظر إليها فوجد ذلك العقد الذي قد وجده في طرقات مكة على صدرها ذلك العقد الذي يتكون من اللؤلؤ، فنظر إلى ذلك العقد إلى أن بكت تلك الصبية.
فقالوا له يحنها: لقد كسرت فلبها، لماذا تنظر إليها ذلك العقد بتلك الطريقة؟، فأجابهم بأنَّ هذا العقد له قصة طويلة معه، ثم قصَّ عليهم قصة العقد ذلك، فيقول محمد: أنَّهم كبروا وصاحوا لدرجة إلى أن أتى كل من في الجزيرة فقالوا له حينها: إنَّ والد تلك الفتاة كان يذكرك، حيث أنَّه كان يقول: أدعو الله أن يلقيني به لأزوجه ابنتي، فقال: فتزوجتها وقد رزقني الله منها ولدين ومن ثم ماتت، فورثت العقد أنا وهؤلاء الولدين، ومن ثم مات الولدان فورثت العقد كله وقد كان ثم ذلك العقد مائة ألف دينار، أي بما يتوافق مع مليون درهماً.
من هو الرجل الذي وجد عقد من اللؤلؤ
ذلك الرجل هو محمد بن عبدالباقي، يعتبر قاضي المارستان، لا يكاد أحد إلَّ ويعرفه، حيث كان محمد كثير التجول من بلد إلى آخر ويهلك وهو يتجول حيث كان فيها يطلب العلم، بصري من بغداد، الذي يُكنى بأبا علي وأبا بكر، حيث أنَّه ولد في عام أربعمائة وثلاثة وأربعين للهجرة كما وتوفي في عام خمسمائة وخمسة وثلاثين للهجرة، يعتبر أحد علماء الحساب.
كما ويُعد محدث ثقة قد عاش في كل من مصر ومكة المكرمة، يُذكر أنَّ الروم قد أسرته وقد بقي في الأسر وهذا ما يُقارب السنة والنصف. وله الكثير من المؤلفات، منها: شرح أصول أقليدس في الهندسة والحساب، جداول الجيب المحلول الدقيقة، رسالة في تقريب أصول الحساب في الجبر والمقابلة، كتاب الطبقات في شرح المساحة، الرسالة المهذبية في الحساب الهوائي.