تتوافر العديد من القصص التي تشير إلى قوة الإيمان والثبات على اليقين كذلك والتي تخص صحابة رسول الله رضوان الله عليهم، ومن بين تلك القصص هي قصة ذلك الصحابي الذي كلَّم الأسد، وفي هذا المقال سوف نتناول التحدث عنها.
ما هي قصة الصحابي قيس أبي عبدالرحمن عندما كلم الأسد
هو أحد صحابة رسول الله رضوان الله عليهم، وكان هذا الصحابي عبداً لأم سلمة رضي الله عنها، حيث أنَّها اشترته ومن ثم عمدت إلى عتقه، ولهذا فقد لُقِّب رضي الله عنه بسفينة، فأصبحت سفينه شهرته، كما وقد روى عن الرسول محمد عليه الصلاة والسلام الكثير من الأحاديث النبوية الشريفة، كما وتوفي رضي الله عنه في زمن الحجاج بن يوسف الثقفي.
خرج الرسول محمد عليه الصلاة والسلام مع الصحابة في يوم من الأيام وكان مسافراً آنذاك، حيث أنَّ السفر كان طويلاً وشاقاً وكذلك متعب وقاسياً، فعندما تعب صحابة رسول الله الكرام، نظر سيدنا محمد عليه السلام إلى سفينة رضي الله عنه صاحبه ومولاه وخادمه وقال له:” ابسط كساءك”.
فأسرع سفينة من أجل أن يُلبي مطلب سيدنا محمد عليه السلام منه، وكان حينها رضي الله عنه مسروراً وفرحاً، فعمد حينها إلى بسط ثوبه، فأتى الصحابة الكرام فأصبحوا يضعون كل أشياءهم وكذلك متعاهم على ذلك الكساء، فالبعض منهم قد ألقى سيفه والبعض الآخر قد ألقى رمحه، والتي كانت تلك الأسلحة التي يُقاتلون بها أعداء الله تعالى الكُفار.
وعندما تعبأ الكساء حمله سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام إلى الصحابي سفينة رضي الله عنه وقال له بأسلوب يُلاطفه فيه ويُداعبه كذلك: “احمل، ما أنتَ إلّا سفينة”، حيث أنَّ سيدنا محمد سماه بسفينة؛ نظراً لأنَّه كان يحمل أمتعة السفر كما تحملها السفينة.
وفي أحد الأيام ركب رضي الله عنه سفينة كانت تسير في البحر وتشق حينها الأمواج، وفجأة تعرضت السفينة لكسر فأنقذ الله تعالى الصحابي سفينة رضوان الله عليه، وحينها قد تعلَّق سفينة في أحد ألواح السفينة التي تعرضت للكسر، حيث أنَّ الأمواج أخذت تدفع باللوح إلى أن وصل سفينة إلى الشاطئ، وكل هذا كان من لطف الله تعالى به وبحفظه كذلك.
فعندما رمى البحر الصحابي سفينة إلى ضل الطريق رأى حينها الأسد، فعندها كانت تسمي العرب الأسد “أبا الحارث”، فعندما رآه سفينة ظل ينظر إليه ويقول رضي الله عنه: “يا أبا الحارث أنا سفينة مولى رسول الله صلَّ الله عليه وسلَّم، وحينها طأطأ الأسد وأنزل رأسه وأقبل حينها إلى سفينة رضي الله عنه، وحمله على عاتقه آنذاك، وأخذه إلى أن دلَّه على الطريق ثم عاد قليلاً، وبعدها أقعى على ذنبه، وحينها كان يُهمهم بطريقة وكأنَّه يودعه.
وكما وقال العُلماء بأنَّ الأسد عبارة عن كائن حي كاسر ومفترس، ولكن عندما علم أنَّ ذلك هو مولى رسول الله عليه الصلاة والسلام تغيرت صفاته وأطباعه وكذلك حاله، حيث أنَّ المؤمنون من الأولى أن يكونوا على بعضهم البعض أرق قلوباً وعاطفة؛ وهذا لأنَّ الذي يجمعهم هي شهادة التوحيد والمحبة لسيدنا محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم.
وفي ضوء هذا قال ابن تميمة:” وسفينة مولى رسول الله صلَّ الله عليه وسلَّم أخبر الأسد بأنَّه رسول رسولِ الله ضلَّ الله عليه وسلَّم فمشى معه الأسد حتى أوصله مقصده”.
وتعتبر هذه الحادثة التي حصلت مع الصحابي سفينة والأسد هي عبارة عن كرامة من كرامات الله سبحانه وتعالى لعباده المؤمنين وهذه هي قصة الصحابي الذي كلَّم الأسد.
من هو الصحابي سفينة
الصحابي سفينة هو أحد صحابة رسول الله الكرام، وهو مولى رسول الله عليه الصلاة والسلام، ولإسمه الكثير من الاختلافات، فمنهم من قال بأنَّ اسمه هو رومان، والبعض الآخر يقول بأنَّ اسمه مهران وآخرون يقولون بأنَّ اسمه هو عمير وقيس أبي عبدالرحمن، ولكن المؤكد على أنَّ لقبه قد أطغى على اسمه.
روى الصحابي سفينة رضي الله عنه الكثير من الأحاديث عن النبي محمد عليه السلام، كما ونقل عنه الحديث العديد من التابعين والصحابة ومنهم: ابناه عمر وكذلك عبدالرحمن، إلى جانب الحسن البصري وسعيد بن جمهان، ومحمد بن المنكدر وصالح أبو الخليل، وسالم بن عبدالله، وعبدالله بن مطر أبو الريحانة، وغيرهم.