قصة الصحابي ذو البجادين الذي دفنه النبي

اقرأ في هذا المقال


الصحابي ذو البجادين هو أحد صحابة رسول الله عليه الصلاة والسلام، وفي هذا المقال سوف نتناول التحدث عن هذا الصحابي الجليل الذي دفنه سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام.

قصة الصحابي ذو البجادين الذي دفنه النبي

عندما هاجر المسلمين وهذا من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة كانوا حينها يمرون ببلدة ذو البجادين، فرقَّ قلبه رضي الله عنه لهذا الدين الحنيف، وفي أحد الروايات يُقال بأنَّ عمره آنذاك كان ستة عشر عاماً، وهذا حينما نطق شهادة التوحيد، وهذا من دون علم عمه وكذلك القوم الذي هو منهم؛ ويعود السبب في هذا إلى أنَّه يخشى على نفسه من أن يؤذيه قومه، وكان رضي الله عنه يتعلَّم من المسلمين الآيات الكريمة ويعمد إلى حفظها.

كان رضي الله عنه على أمل دائم بأن يُسلم عمه، ولكنَّه قد تأخر كثيراً، وكذلك رغبة ذلك الفتى بأن يُهاجر مع المسلمين وهذا من أجل خدمة الإسلام، وعندما عرض هذا الدين على عمه، رفض الدعوة كما وأنَّه قد غضب الغضب الشديد، كما وأنَّه قد هدد ذو البجادين قائلاً:” والله لئن أسلمت لأنتزعنَّ كل ما أعطيتك”، فردَّ عليه ذو البجادين قائلاً له:” إنَّ نظرة من محمد أحبُّ إليَّ من الدنيا وما فيها”.

وعندما عزم ذو البجادين على اللحاق بسيدنا محمد عليه الصلاة والسلام، قد جرَّده عمه من متاعه ولباسة، فقامت أمه بإعطائه لباس من قماش غليظ” بجاداً”، فقام رضي الله عنه بشقه إلى نصفين فجل أحدهما إزاراً، والآخر رداءً.

فوصل رضي الله عنه في الليل إلى المسجد النبوي ونام فيه حينها، وعندما جاء سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام إلى المسجد ورآه، سأله: من أنت؟ فقال له ذو البجادين: أنا عبد العزى بن عبدنهم، وذكر له قصته، فقال سيدنا محمد آنذاك: بل أنتَ عبد الله، وبعد ذلك اشتهر رضي الله عنه بذو البجادين، وكان رضي الله عنه يلزم باب النبي عليه السلام.

وفي أحد الأيام خرج ذي البجادين رضي الله عنه وهذا بغية القتال في غزوة تبوك، وحينها سأل سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام:” يا رسول الله ادعُ لي بالشهادة”، فقال له سيدنا محمد آنذاك ردَّاً عليه:” اللهم حرِّم دمه على الكفار”، وحينها قد أصيب بحمى، وتوفي رضي الله عنه وكان عمره ثلاثة وعشرين عاماً.

فعمد كل من الصحابي أبو بكر الصديق إلى جانب عمر بن الخطاب رضي الله عنهما لحداً، وأنزله سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام في القبر بيديه، وقال عليه السلام وحينها كان مستقبلاً القبلة: “اللهم إني أمسيت راضياً عنه فارضَ عنه”، فقال ابن مسعود: فوالله لوددت أني مكانه، ولقد أسلمت قبله بخمس عشرة سنة. وهذا من المنزلة العظيمة التي كان بها ذو البجادين رضي الله عنه.

وقد روى من جانب آخر أنَّ أبا بكر الصديق حينها كان يقول:” وددت أني والله صاحب القبر، وقال الأدرع الأسلمي حينما كان يحرس النبي عليه الصلاة والسلام: “جئت ليلة أحرس رسول الله صلَّ الله عليه وسلَّم فإذا رجل ميت، فقيل: هذا عبدالله ذو البجادين، توفي بالمدينة وفرغوا من جهازه وحملوه، فقال النبي عليه السلام: ارفقوا به، رفق الله بكم، فإنَّه كان يُحبُّ الله ورسوله”.

من هو ذو البجادين

ذو البجادين هو الصحابي الذي عندما أعلن إسلامه قام عمه بجرده وهذا من متاعه إلى جانب لباسه، حيث ينتمي هذا الصحابي الجليل إلى أحد قبائل العرب قديماً وكانت تُسمى ب” مزينة”، حيث أنَّه نشأ رضي الله عنه يتيماً وكان له عم ثري تكفل به وبتربيته، ولكنَّه رضي الله عنه قد فضَّل الإسلام وهذا على أن يعيش بحياة الرغد والغناء.

ذو البجادين وهو الصحابي عبدالعزى بن عبد نهم، الذي لُقِب بذو البجادين وهذا في الجاهلية، وهذا قبل أن يُطلق سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام عليه اسم عبدالله وهذا عندما دخل في الإسلام رضي الله عنه، وعندما تخلى عن حياة الرغد والثراء الذي كان يعيش فيه، وعندما اكتفى برداء وإزار اللذان يعتبران البجادان، وهما اللذان أصبحا عبارة عن لقب له، وأمه هي جهمة بنت الحارث بن القيظان الهمدانية.

صحب ذو البجادين سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام كما وأقام معه، ويُكر أنَّه رضي الله عنه كان أواهاً فاضلاً يتلوا القرآن الكريم بكثرة.


شارك المقالة: