قصة النبي والعسل

اقرأ في هذا المقال


قصة النبي والعسل:

في أحد الأيام كانت أم المؤمنين السيدة زينب بنت جحش رضي الله عنها تطعم النّبي الكريم محمد صلّى الله عليه وسلم العسل.

فشعرت أمهات المؤمنين زوجات النّبي محمد صلّى الله عليه وسلم الثلاثة (وهم السيدة عائشة رضي الله عنها والسيدة حفصة رضي الله عنها والسيدة أم سلمة رضي الله عنها)، بالغيرة الكبيرة على الرسول محمد صلّى الله عليه وسلم، حينها اتفقن جميعاً على أن يقوموا بتحريض رسول الله صلّى الله عليه وسلم على أن يمنعوه من أكل العسل عند السيدة زینب بنت جحش رضي الله عنها مرة ثانية.
حيث كان الاتفاق بين زوجات النّبي كالتالي:
أنّه كلما دخل النّبي بيت أحدٍ من زوجاته الكرام وهو راجع من بیت السيدة زینب رضي الله عنها، قالت له إحداهنَّ: أنَّه تنبعث من النّبي رائحة مغافير( صَمغٌ حُلو يسيل من شجر العُرفُط يُؤكل، أَو يوضع في ثوب ثم يُنْضج بالماءِ فيُشرَب ).

وفي يوم من الأيام خرج رسول الله صلّى الله عليه وسلم من عند أم المؤمنين السيدة زينب بنت جحش رضي الله عنها، ومن ثمّ ذهب النّبي إلى أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها حتى يسلم عليها، فقالت السيدة عائشة للنّبي: “كأنَّني أشم رائحة مغافير”، فقال النّبي: “بل عسل”، ومن ثمّ ذهب النّبي الكريم إلى السيدة حفصة رضي الله عنها فقالت السيدة حفصة للنّبي: “كأنَّني أشم رائحة مغافیر”، حينها تعجب رسول الله صلّى الله عليه وسلم من كلامها، ثمّ ذهب عليه الصلاة والسلام إلى السيدة أم سلمة رضي الله عنها، فقالت أم سلمة للنّبي مثلُ الذي قالته السيدة عائشة والسيدة حفصة رضي الله عنهن جميعاً.

عندها حلف رسول الله صلّى الله عليه وسلم ألَّا يذوق العسل قطّ، حتى أنّه حرم العسل على نفسه، لأنّ النّبي كان لا يحب أن يشم منه إلّا كلَُ طيب، وكان يحب أن يشمه أحدهم فيخرجه منه رائحة الطيب، حينها نزلت في تلك الحادثة آية التحريم، حيث قال الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز: “ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ ۖ تَبْتَغِي مَرْضَاتَ أَزْوَاجِكَ ۚ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴿1﴾ قَدْ فَرَضَ اللَّهُ لَكُمْ تَحِلَّةَ أَيْمَانِكُمْ ۚ وَاللَّهُ مَوْلَاكُمْ ۖ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ ﴿2﴾ وَإِذْ أَسَرَّ النَّبِيُّ إِلَىٰ بَعْضِ أَزْوَاجِهِ حَدِيثًا فَلَمَّا نَبَّأَتْ بِهِ وَأَظْهَرَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ عَرَّفَ بَعْضَهُ وَأَعْرَضَ عَنْ بَعْضٍ ۖ فَلَمَّا نَبَّأَهَا بِهِ قَالَتْ مَنْ أَنْبَأَكَ هَٰذَا ۖ قَالَ نَبَّأَنِيَ الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ ﴿3﴾ إِنْ تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا ۖ وَإِنْ تَظَاهَرَا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلَاهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ ۖ وَالْمَلَائِكَةُ بَعْدَ ذَٰلِكَ ظَهِيرٌ”…سورة التحريم.

ومن الرائع الجميل في رسول الله صلّى الله عليه وسلم – وكلّه جميل عليه الصلاة والسلام – أنّ النّبي لم يكن يحاول أبداً أن يقهر غريزة الأنثى، أو أن يحاول النّبي أن يقهر نوازع الغيرة الموجودة لدى زوجاته، ولم يكن النّبي يحاول تجريد زوجاته أمهات المؤمنين رضي الله عنهنَّ جميعاً من الغيرة التي فطرن وانخلقن عليها، فكان النّبي الكريم حلیماً رحیماً بزوجاته، وأن يرى الرسول في ذلك الأمر إثماً لا يغتفر، بل إنّ الرسول الكريم كان يدافع عن غيرة أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها الجامحة والكبيرة، وكان النّبي يقول: “لو استطاعت ما فعلت”.


شارك المقالة: